بدء عمليات التفتيش عن "الكيماوي" السوري الثلاثاء
تتجه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى اعتماد مشروع قرار سيكون بمثابة خريطة طريق لتدمير الترسانة الكيميائية السورية، على أن تبدأ عمليات التفتيش على الارض الثلاثاء على ابعد تقدير.
وبعد اتفاق أميركي روسي تم التوصل اليه في الامم المتحدة، وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الاتفاق الذي تم التوصل اليه لإصدار قرار عن مجلس الامن بشأن السلاح الكيميائي في سورية بـ”الانتصار الهائل للمجتمع الدولي” .
ويتيح مشروع قرار منظمة حظر الاسلحة الكيميائية القيام بزيارات تفتيش في مواقع قد لا تكون في اطار اللائحة التي وضعتها دمشق لمواقع اسلحتها الكيميائية. ولا بد ليصبح نافذا ان يحصل مشروع القرار على موافقة الاعضاء الـ41 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
ومن المفترض أن يكون التصويت على هذا النص قد جرى في لاهاي قبل التصويت في مجلس الامن على قرار قد يكون الأول من نوعه بشأن سورية.
وقال أوباما في تصريح صحفي ادلى به من مكتبه البيضوي في البيت الابيض بشأن اتفاق محتمل حول سورية في مجلس الأمن “انه امر لطالما اردناه منذ زمن طويل”.
وجاء كلام أوباما قبل ساعات من اجتماع لمجلس الامن من المفترض ان يجري فجر اليوم.
وقال أوباما ان قرار مجلس الامن المتوقع صدوره وخطة ازالة الاسلحة الكيميائية السورية “ملزمان من الناحية القانونية ويمكن التحقق من تنفيذهما”.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن الامل أمس في ان تتمكن القوى العظمى من ان تحدد “هذا المساء” موعد مؤتمر السلام المقبل من اجل سورية.
وهذا المؤتمر المسمى جنيف 2 والذي سيشارك فيه مندوبون عن النظام والمعارضة، ستكون مهمته اطلاق عملية انتقال سياسي خصوصا عبر التوافق على حكومة موقتة تتمتع بكامل السلطات التنفيذية.
واعلن الرئيس الايراني حسن روحاني من نيويورك أمس ان بلاده ترغب في المشاركة “بشكل فاعل” في اي مؤتمر سلام قد تتم الدعوة اليه لوقف الحرب في سورية.
وقال الرئيس الايراني في مؤتمر صحافي عقده على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة “سواء كان جنيف او اي اجتماع دولي اخر (…) فان ايران سترد اذا ما شاركت فيه بشكل فاعل من اجل مصلحة الشعب السوري”. واضاف روحاني “نعتقد ان الحل ليس عسكريا، انه حل سياسي”.
من ناحيته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الغرب إلى عدم توجيه “الاتهامات والادانات” إلى النظام السوري بشأن السلاح الكيميائي من دون براهين رسمية.
وطالب لافروف في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة بان تجري التحقيقات بشأن الاسلحة الكيميائية في سورية بـ”بشكل غير منحاز” وبأن يقوم مجلس الأمن بدرسها “مستندا إلى الوقائع فقط”.
إلى ذلك جدد انفجار سيارة مفخخة في ريف دمشق المشهد اليومي السوري صباغته بلون الدم الذي لم يتوقف على مدار الاشهر المنصرمة من عمر الثورة السورية التي باتت تدخل في المجهول جراء اختلاط الاوراق داخليا وخارجيا.
ستون شخصا على الاقل قتلوا ظهر امس بعد خروجهم من مسجد في انفجار سيارة مفخخة الجمعة في بلدة رنكوس في ريف دمشق التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية، وأصيب العشرات بجروح، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “انفجرت سيارة مفخخة قرب مسجد خالد بن الوليد عند طرف رنكوس في منطقة معروفة بالسهل”، مشيرا إلى حصيلة اولية من القتلى “ثلاثين شخصا على الاقل وجرح العشرات”. وقال مصدر في ائتلاف الثوار إن عدد القتلى تصاعد ليتجاوز الستين قتيلا وعشرات الجرحى.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، من جهتها، ان الانفجار نجم عن “خلاف بين مجموعات إرهابية على تقاسم أسلحة وذخيرة”.
وأوردت “تنسيقية رنكوس للثورة السورية” (ناشطون على الارض) على صفحتها على موقع “فيسبوك” على شبكة الانترنت إن السيارة انفجرت “أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة”.
وتقع رنكوس ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة، على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا من دمشق، في منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها. وأشار المرصد إلى قصف مصدره القوات النظامية على البلدة، اثر وقوع الانفجار.
وبث ناشطون شريط فيديو التقط عن بعد يظهر وقوع الانفجار من بعيد، ويبدو المسجد من الخارج، مع ارتفاع عمود من الدخان الأسود الكثيف بعد الانفجار. ويتهم التعليق المنشور على الشريط النظام بارتكاب “المجزرة”.
كما بثت تنسيقية رنكوس على صفحتها صور سيارات متفحمة وسط حريق ودخان اسود كثيف وأشخاص يحاولون إطفاء النار، وصورا مروعة لجثث لضحايا الانفجار جمعت على الارض في مكان غير محدد.
وفي حلب، قتل أحد عشر شخصا “هم طفل وسيدة وتسعة يعتقد أنهم من الكتائب المقاتلة نتيجة قصف من الطيران الحربي على مناطق في بلدة الحاضر” في ريف المحافظة، بحسب المرصد السوري.
كما أشار المرصد إلى غارات اخرى نفذها الطيران الحربي والمروحي السوري في مناطق اخرى في ريف حلب وفي ريف دمشق وفي محافظات درعا وحماة وحمص وإدلب.
من جهته اتهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا متطرفين قدموا من خارج الحدود بـ”سرقة الثورة” السورية، معتبرا أن الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة “لا علاقة لها” بالشعب السوري ولا بالجيش الحر، متهما النظام بأنه هو الذي “صنع” بعضها.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت يتصاعد التوتر على الأرض في سورية بين مجموعات مقاتلة تحت لواء الجيش السوري الحر والدولة الإسلامية في العراق والشام المؤلفة من مقاتلين جهاديين غالبيتهم من الأجانب.
وأضاف “برزت ظاهرة التطرف بدعم وتخطيط من النظام الذي راهن على تحويل ثورة الحرية إلى اقتتال أهلي ومذهبي، وصنع العديد من التنظيمات الإرهابية وسلحها وجعلها تقوم بمهامه في المناطق التي خرج منها. بينما جاء بعضها الآخر من وراء الحدود كي يسرق ثورتنا”. وأكد أن “هذه الظاهرة نمت وترعرعت في ظل التجاهل والتقاعس الدولي تجاه حماية الشعب السوري”.
من جهتها حددت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق حول “الاستخدام المزعوم” للسلاح الكيميائي في سورية سبعة مواقع يشتبه في أنها شهدت هجمات بهذا السلاح، مشيرة إلى أنها ستنهي مهمتها الاثنين المقبل، حسبما أعلن بيان صادر عن مكتبها في دمشق.