0020
0020
previous arrow
next arrow

واشنطن تقر بعدم امكان صدور أي قرار دولي يهدد باستخدام القوة ضد سوريا

1

 أقر مسؤولون كبار في الادارة الامريكية الجمعة بان مجلس الأمن الدولي لن يتمكن من اصدار أي قرار يتضمن تهديدا باستخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وذلك بسبب الرفض الروسي القاطع لصدور مثل هكذا قرار.

واوضح المسؤولون طالبين عدم ذكر اسمائهم ان موسكو يمكن ان توافق، في المقابل، على صدور قرار يتضمن اشكالا اخرى من الضغط على النظام السوري، مثل فرض عقوبات عليه في حال لم يحترم التزاماته في ما خص ترسانته من الاسلحة الكيميائية.

ولكن المسؤولين اكدوا أن البيت الابيض لن يتراجع في الحال عن تهديده النظام السوري بضربة عسكرية لانه يعتبر انه لا بد من ابقاء الضغوط على هذا النظام كون هذه الضغوط هي التي ادت الى التطورات التي شهدها هذا الاسبوع.

واعتبر المسؤولون ان التقرير الذي اعده خبراء الامم المتحدة والمنتظر صدوره الاثنين سيزيد من عزلة الكرملين في موقفه الذي يصر عليه والقائل ان مسلحي المعارضة السورية وليس القوات النظامية السورية هم من نفذ الهجوم الكيميائي الذي استهدف في 21 آب/ اغسطس غوطة دمشق.

وفي حين اتهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد بـ”ارتكاب العديد من الجرائم ضد الانسانية”، اعرب المسؤولون الامريكيون عينهم عن املهم في ان يساهم صدور التقرير في حشد المزيد من الدول خلف الموقف الامريكي من هذا الملف.

ومساء الثلاثاء أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما انه طلب من الكونغرس تعليق اجراءات التصويت على التفويض الذي طلبه منه لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، مؤكدا انه وافق على اعطاء فرصة للدبلوماسية، وذلك بعد مبادرة اطلقتها موسكو، حليفة النظام السوري، تقضي بانضمام دمشق الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ووضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة الامم المتحدة تمهيدا لاتلافها.

والخميس بدأ وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مباحثات في جنيف حول هذه المبادرة. وتواصلت المحادثات بين الوزيرين حتى مساء الجمعة وستستكمل صباح السبت.

ولكن المسؤولين في البيت الابيض اقروا الجمعة بان تطبيق المبادرة الروسية سيكون صعبا، مشددين على ان الولايات المتحدة تحرص على التأكد من ان الاسد سيفي بالتزاماته.

واضافوا ان هذا الاسبوع وعلى الرغم من انه كان حافلا بالتطورات فقد انتهى الى تحقيق الولايات المتحدة نصرا دبلوماسيا لان موسكو وحليفتها دمشق غيرتا موقفهما في ما خص السلاح الكيميائي السوري في حين لم تتزحزح الادارة الاميركية عن موقفها.

واعتبر المسؤولون انه في حال اثمرت المفاوضات الجارية اتفاقا وتم تنفيذه فان هذا الحل الدبلوماسي سيؤتي نتائج افضل بكثير من النتائج التي كانت ستحققها الضربة العسكرية.

وبحسب المسؤولين الامريكيين انفسهم فان الروس توصلوا الى خلاصة مفادها ان لجوء النظام السوري الى سلاحه الكيميائي يشكل تهديدا للمصالح الروسية في سوريا، حتى وان كان موقفهم العلني من هذا الملف يعتريه تناقض واضح بين اتهام موسكو مسلحي المعارضة بانهم هم من استخدم السلاح الكيميائي من جهة ومطالبتها النظام السوري بالتخلي عن ترسانته الكيميائية.

وفي هذا الخصوص اكد المسؤولون ان الولايات المتحدة راقبت من كثب مخزونات الاسلحة الكيميائية السورية وان خلاصة المراقبة تفيد بان التحركات الاخيرة التي سجلت على هذا الصعيد تشير الى عملية جمع لهذه الاسلحة وليس الى عملية توزيع لها.

واعرب المسؤولون ايضا عن املهم في ان تؤدي وتيرة الاحداث المتسارعة في الملف السوري في الاسابيع الاخيرة الى وقف النزاع العسكري الدائر في هذا البلد وبدء المرحلة الانتقالية السياسية، بمعزل عن مسألة الترسانة الكيميائية، محذرين من انه بالنسبة الى الولايات المتحدة فانه لا يمكن للاسد ان يستمر في السلطة.