الشيوخ الأميركي يناقش ضرب سورية الأسبوع المقبل
في سورية، وفق ما أعلن زعيم الأكثرية الديموقراطية الذي وعد بإجراء تصويت حول المسألة في أسبوع التاسع من أيلول (سبتمبر).
وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ إن المجلس “سيدخل مباشرة في هذا النقاش الجوهري، مع جلسات استماع عامة واجتماعات لإعلام أعضاء مجلس الشيوخ بالتطورات الأسبوع المقبل”.
وسيتم تنظيم جلسات الاستماع من جانب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كما يشارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الاميركية.
واضاف ريد ان “مجلس الشيوخ سيصوت على القرار خلال اسبوع التاسع من ايلول (سبتمبر)، كاقصى حد، كما طلبت ادارة اوباما”.
ونشر البيت الابيض السبت مشروع قرار يرمي الى السماح باستخدام القوة لوقف الهجمات الكيميائية وتفادي حصولها مستقبلا. اما مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون فسيبدأ مناقشاته في التاسع من ايلول (سبتمبر)، وفق ما اعلن رئيسه جون باينر.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ألقى الكرة في مرمى الكونغرس ليتحمل مع إدارته مسؤولية القيام بتوجيه ضربة عسكرية محدودة إلى سورية التي اتهمها باستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الدمشقية.
من ناحيته، رحب رئيس مجلس النواب جون بونر بقرار اوباما، وحدد التاسع من الشهر الحالي موعدا لانعقاد الجلسة التي ستنظر في طلب تفويض اوباما.
وبدا أن الرئيس الأميركي يحاول أن يتجنب مصير حليفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي أخفق في انتزاع موافقة مجلس العموم يوم الخميس الماضي على مشاركة لندن في توجيه ضربة إلى سورية.
ولم يحدد الرئيس الاميركي موعدا لتوجيه الضربة التي قال إنها ستكون عقابا للنظام السوري لأن الهجوم بالكيماوي يهدد العالم وأصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وأكد أوباما أن إدارته ستوفر معلومات لأعضاء الكونغرس حول الهجوم الكيماوي في ريف دمشق قبل نحو 12 يوما، وأدى الى مقتل المئات من السوريين.
من جانبها رفضت روسيا الاتهامات الاميركية الموجهة لسورية باستخدام اسلحة كيميائية في غوطة دمشق، مؤكدة بلسان الرئيس فلاديمير بوتين أمس مطالبا واشنطن بإبراز أدلتها على استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية.
وبينما اعلنت سورية انها تتوقع الضربة الاميركية في اي وقت بعد مغادرة المفتشين الدوليين، اعتبر الرئيس الروسي ان المزاعم الاميركية باستخدام سورية اسلحة كيماوية “محض هراء” مطالبا بتقديم أدلة بدلا من القيام بعمل متسرع.
وكان فريق التفتيش الأممي الذي كان يحقق في استخدام سورية المزعوم أسلحة كيميائية قد غادر دمشق في وقت سابق متوجها إلى لبنان.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن فريق خبراء الأسلحة الكيميائية انتهى من جمع العينات والأدلة فيما يتعلق بهجوم كيميائي مزعوم أدى إلى مقتل مئات الأشخاص في منطقة الغوطة قرب دمشق.
وقالت الأمم المتحدة إن تحليل العينات التي جمعها المبعوثون قد يستغرق اسبوعين على الأقل.
وفي تصريحات أعقبت اصدار الولايات المتحدة تقريرا استخباراتيا اتهمت فيه النظام السوري بشن هجوم بأسلحة كيميائية بعد رصد اتصالات في سورية تشير الى ذلك، رفض (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قبول ذلك كدليل وقال انه لا يمكن استخدامه لاتخاذ “قرارات مهمة” مثل استخدام القوة العسكرية ضد سورية.
وقال بوتين للصحفيين في فلاديفوستوك ردا على سؤال حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية إن ذلك يخالف المنطق.
وأوضح “القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن إعطاء ورقة رابحة لأولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء”.
وتعهدت روسيا، الحليف القوي لسورية، بمنع اتخاذ أي خطوة ضد النظام السوري في مجلس الأمن الذي تشغل فيه منصب عضو دائم.
وأضاف انه متأكد من ان الهجوم “ليس سوى مجرد عمل استفزازي” من قبل من يرغبون في جر دول أخرى الى النزاع السوري، مطالبا باثبات عكس ذلك.
واضاف “بالنسبة لموقف زملائنا الاميركيين الذين يؤكدون ان القوات الحكومية استخدمت اسلحة كيميائية، ويقولون ان لديهم ادلة، حسنا، فليقدموا هذه الادلة لمفتشي الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وإذا لم يقدموها فإن ذلك يعني أنه لا وجود لتلك الأدلة”.
وأضاف ان القول ان مثل هذه الأدلة سرية “يعد قلة احترام للشركاء واللاعبين الدوليين. اذا وجد الدليل فيجب تقديمه. واذا لم يقدموه، فهذه يعني انه لا يوجد دليل”.
واضاف “ان الحديث مرة أخرى أن هذا نوع من الرصد لنوع من الاتصالات التي لا تثبت اي شيء، لا يمكن استخدامه كأساس لاتخاذ قرارات مهمة مثل استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة”.
وهذا أول رد فعل يصدر عن بوتين بشأن الاتهامات الأميركية للحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس أدى إلى مقتل 1429 شخصا، بحسب التقرير الأميركي.
ودعا بوتين، الذي لم يناقش المسألة السورية مع اوباما منذ الهجوم المفترض، الرئيس الاميركي الى عدم اشعال نزاع عسكري آخر مذكرا بالحرب في افغانستان والعراق وليبيا.
وقال “هل سيكون في مصلحة الولايات المتحدة أن تدمر مرة أخرى نظام الأمن العالمي، وأسس القانون الدولي؟ هل سيقوي ذلك مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية”.
وطالب بأن لا يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بشن عمليات عسكرية “باستعجال”. ويعقد وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعا في القاهرة لبحث تطورات الأزمة في سورية.
وقال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي السبت إن موعد الاجتماع الاعتيادي الذي كان مقررا يوم الثلاثاء قد قدم “في ضوء التطورات المتسارعة في الشأن السوري وبناء على رغبة عدد من الدول العربية.