0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

منشقون سوريون: الضربات الأمريكية قد تقتل معارضين للأسد

 قال جنود منشقون عن الجيش السوري إن المواقع العسكرية في بلادهم مليئة بالجنود الذين يحتجزهم رؤساؤهم فعليا لتشككهم في ولائهم وهو ما قد يجعلهم ضحايا محتملين لأي ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.

وذكر سكان ونشطاء من المعارضة أن الآلاف من أفراد قوات الأمن والميليشيات الموالية للأسد انتقلوا إلى مدارس ومبان سكنية في دمشق واختلطوا مع المدنيين أملا في الهروب من أي ضربة غربية.

ويقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن توجيه ضربة “محدودة” سيبعث برسالة قوية إلى الرئيس بشار الأسد مفادها أنه لا يمكن التسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية بعد الهجوم المزعوم الذي وقع الأسبوع الماضي وأودى بحياة مئات الأشخاص.

غير أن الضربات الأمريكية قد تسفر عن سقوط قتلى بين الأغلبية السنية التي تقود الانتفاضة المناوئة للأسد.

وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن بعض القواعد العسكرية والأمنية تستخدم كسجون للمعتقلين المدنيين ويقول مقاتلون من المعارضة فروا من مواقعهم إن كثيرا من الجنود ذوي الرتب المنخفضة محتجزون في مواقع عسكرية لكونهم من السنة.

ويقول المنشقون إن معظم الضباط القياديين من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد ويخشون أن ينشق الجنود أو يتركوا مواقعهم أو يتعاونوا مع وحدات المعارضة.

وقال جندي منشق كان يعمل في قاعدة للمدفعية بضواحي دمشق حتى ثلاثة أشهر مضت “بعض الجنود محتجزون في غرف بينما تسند إلى آخرين مهام بسيطة في القاعدة ولكن تؤخذ منهم أسلحتهم. لا يخرجون من القاعدة”.

وأضاف أنه استطاع الفرار من موقعه بعد أن أصابه المرض ونقل إلى المستشفى حيث تمكن من الهرب ويأمل ألا يبلغ رؤساؤه عن اختفائه في ظل الفوضى الناجمة عن الحرب.

وطلب الرجل الذي تحدث عبر الهاتف عدم ذكر اسمه لحماية أسرته التي تعيش في منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة. وقال إن الجنود المحاصرين سيموتون على الأرجح في أي ضربات عسكرية.

وقال معارض آخر من محافظة إدلب شمال سوريا طلب أيضا عدم نشر اسمه أيضا إنه كان مسموحا لوحدته بالخروج من الثكنة للقتال على الجبهة الأمامية في حلب ولكن ذلك كان مصحوبا بالتهديد بإعدام المنشقين.

وقال “ذات يوم كنت أقاتل وانفصلت عن وحدتي. نادى علي الثوار وعبرت إليهم”.

وأضاف “أخشى أن تستهدف الضربات الجنود المحتجزين.” لكنه أشار إلى أنه يأمل أيضا في شن ضربة على جيش الأسد تحول دون سقوط المزيد من القتلى.

وقال مسؤول أمريكي كبير سابق إن التقارير عن احتجاز قادة سوريين لجنود كدروع بشرية محتملة يسلط الضوء على أهمية اختيار الأهداف المناسبة لضربات صواريخ كروز.

وأضاف “إنها مشكلة صعبة بالفعل. أي ضربات سيزعم النظام أنها قتلت أبرياء أو أناسا غير مقصودين.”

ويقول منشقون إنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011 لم يعد يسمح للمجندين بالأجازات السنوية كما جرى تمديد فترة خدمتهم العسكرية التي تبلغ عامين إلى أجل غير مسمى.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت القواعد التي يقولون إن جنودا محتجزين بها تضم أهدافا أمريكية محتملة ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

ويقول الجيش الأمريكي إنه يبذل جهودا حثيثة لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين أو أي خسائر غير مقصودة.

ويقول نشطاء من المعارضة إن الجيش بدأ في نقل أفراده وعتاده بما في ذلك صواريخ سكود لحمايتهم تحسبا لأي ضربات أمريكية.

وذكر عدد من السكان والدبلوماسيين ونشطاء المعارضة أن الكثير من العاملين في مباني الشرطة السرية التي تنتشر في العاصمة انتقلوا أيضا إلى مدارس ومبان مدنية.

وقالت امرأة تعيش في منطقة كفر سوسة في غرب العاصمة والتي تضم مجمعات للمخابرات العسكرية ومنشآت أمنية أخرى إن أفراد أمن مسلحين ببنادق كلاشنيكوف ويحملون أجهزة اتصال لاسلكي شغلوا الطابق السفلي من عمارتها السكنية.

وذكر الناشط معاذ الشامي الذي يعد قائمة بالمدارس التي انتقل إليها أفراد الأمن والميليشيات الموالية للأسد إنهم يتمركزون في مناطق البرامكة وحديقة تشرين والشعلان وأبو رمانة والمزة والمالكي وغيرها من المناطق الأكثر تحصينا في العاصمة ويقيم فيها كثير من كبار ضباط الجيش والمخابرات.

وأضاف أنه إذا ضربت هذه المدارس سيزيد الخطر على المدنيين المحيطين بها ويمكن أن يتهم النظام الولايات المتحدة بالقصف العشوائي واستهداف المدنيين.

وقال خالد صالح المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه بجانب نقل الأفراد من المواقع العسكرية جرى وضع المسجونين في الثكنات كدروع بشرية.

وأضاف في اسطنبول أن نظام الأسد بدأ في نقل أعداد كبيرة من السجناء إلى ثكنات الجيش مضيفا أنه على مدار الأيام الثلاثة الماضية نقل الجنود إلى المدارس والمستشفيات.

ولم يتسن لرويترز التحقق من رواية صالح أو روايات الجنود السابقين من مصدر مستقل بسبب الإجراءات الأمنية والقيود المفروضة على وسائل الإعلام في سوريا. ويقول صالح إنه استند في كلامه إلى روايات شهود عيان.

ولم يتسن أيضا الحصول على تعقيب من مسؤولين سوريين.

وقال بيتر سبلينتر ممثل منظمة العفو الدولية في الأمم المتحدة في جنيف إن المنظمة الحقوقية ليس لديها تأكيد بشأن نقل السجناء لكنها تشعر بقلق بالغ بشأن آلاف المعتقلين المحتجزين بالفعل في قواعد عسكرية وأمنية ربما يتم استهدافها.