سقوط قتلى بين متظاهرين مؤيدين لمرسي
على قناة السويس اليوم الجمعة، بحسب ما افادت مصادر امنية.
واوضحت المصادر ان قوات الامن “اطلقت الرصاص في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين” الذين خرجوا في مسيرة بعد صلاة الجمعة، لكن من دون ان تنجح في ذلك، قبل ان تعلن المصادر ذاتها مقتل اربعة من المتظاهرين.
وسمع دوي اطلاق نار في موقعين على الأقل لتظاهرات في القاهرة، حسبما قال شهود عيان.
وسمع اطلاق النار فوق كوبري 15 مايو وسط القاهرة وفي ميدان رمسيس حيث تنظم مسيرات تضم المئات من مؤيدي مرسي.
وانطلقت اليوم بعد صلاة الجمعة عدد من المسيرات المؤيدةلمرسي في القاهرة وعدد من المحافظات المختلفة في الدلتا وشرق البلاد، حسب قنوات فضائية.
وانطلقت مسيرة ضمت المئات عقب اداء الصلاة في مسجد الفتح في ميدان رمسيس الرئيسي في قلب القاهرة.
كما خرجت مسيرات مماثلة في مدن الغردقة على البحر الاحمر والاسماعيلية شمال شرق البلاد على قناة السويس وفي مدينة طنطا في محافظة الغربية في الدلتا.
ودعا الإخوان المسلمون في مصر إلى التجمع في القاهرة، اليوم الجمعة، في “يوم غضب” بعد القمع الدموي للتظاهرات المؤيدة لمرسي، الذي اوقع حوالى 600 قتيل فيما حث مجلس الأمن الدولي كل الأطراف إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”.
واعلن المتحدث باسم الاخوان المسلمين جهاد الحداد على موقع تويتر مساء الخميس ان “المظاهرات ضد الانقلاب غدا (اليوم الجمعة) ستنطلق من جميع المساجد في القاهرة وتتجه الى ساحة رمسيس بعد الصلاة في +جمعة الغضب+”.
وتثير هذه الدعوة مخاوف من وقوع اعمال عنف جديدة بعدما بلغت حصيلة عملية فض اعتصامين لانصار مرسي حوالى 578 قتيلا.
وكانت اعمال العنف التي انتشرت في جميع انحاء البلاد الاربعاء، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا.
وقال اسلاميون ان رجال الشرطة المصرية دخلوا الخميس وبعد ان اطلقوا القنابل المسيلة للدموع، الى مسجد في القاهرة كانت توجد فيه جثث عشرات من المتظاهرين الاسلاميين.
وقال احد الناشطين الاسلاميين وهو طبيب يدعى ابراهيم “طوقوا المسجد واطلقوا القنابل المسيلة للدموع على الاشخاص الذين كانوا امام المسجد. هم دخلوا ونحن ذهبنا”.
وتجددت الهجمات على قوات الامن الخميس حيث قتل سبعة جنود مصريين في هجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش جنوب العريش، شمال شبه جزيرة سيناء، بحسب ما افادت مصادر امنية وكالة فرانس برس.
وقالت المصادر ان سبعة جنود على الاقل “قتلوا اليوم في هجوم مسلح شنه مسلحون يرجح ان يكونوا من الجماعات المتشددة على نقطة حراسة جنوبي العريش”. واضافت ان “المسلحين اقتحموا خيمة كان الجنود بداخلها واطلقوا عليهم الرصاص”.
وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة لسفك الدماء في مصر فيما عقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة لبحث الازمة في مصر بطلب من فرنسا وبريطانيا واستراليا.
وفي ختام الاجتماع حثت الرئاسة الارجنتينية للمجلس حاليا كل الاطراف على ابداء “اقصى درجات ضبط النفس”.
وقالت السفيرة ماريا كريستينا بيرسيفال ان الدول 15 الاعضاء في مجلس الامن “اسفت للخسائر البشرية” وتمنت انهاء العنف وكذلك احراز تقدم نحو “المصالحة الوطنية”.
واضافت ان “رأي اعضاء مجلس الامن هو انه من المهم وضع حد لاعمال العنف في مصر وان تعتمد الاطراف اقصى درجات ضبط النفس”. واوضحت ان الدول 15 اتفقت على “ضرورة وضع حد لاعمال العنف واحراز تقدم في المصالحة الوطنية” في مصر.
واشارت بيرسيفال الى ان ما تقوله ليس “تصريحا رسميا” من مجلس الامن ولكن “تعليقات” تعكس المحادثات المغلقة التي جرت بين الدول ال15.
وقال دبلوماسيون ان هذه الصيغة اتاحت لمجلس الامن التحرك سريعا حيال الازمة ومن دون ان يدرس المجلس نصا وتخطي بعض الخلافات. وقد رفضت روسيا والصين خلال المناقشات فكرة بحث اعلان رسمي. وتقليديا ترفض موسكو وبكين التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة.
وقال دبلوماسي غربي ان “المهم هو ان مجلس الامن تمكن من ان يوجه سريعا رسالة للتهدئة وضبط النفس”.
وتقدم الرئيس الاميركي باراك اوباما حملة الادانات للقمع الدموي معلنا الغاء المناورات العسكرية المصرية-الاميركية التي كانت مرتقبة قريبا.
وقال اوباما للصحافيين من مارثاز فاينيارد حيث يقضي اجازته “رغم اننا نريد مواصلة علاقاتنا مع مصر، فان تعاوننا التقليدي لا يمكن ان يستمر كالمعتاد عندما يتم قتل مدنيين في الشوارع”.
وقال اوباما ان الولايات المتحدة ابلغت مصر انها علقت مناورات “برايت ستار” (النجم الساطع) والتي تجري بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981.
واثار تصريح الرئيس ردا قاسيا من الرئاسة المصرية فجر الجمعة حيث اعتبرت ان انه “يشجع جماعة العنف المسلح”.
وجاء في بيان الرئاسة المصرية “تخشى الرئاسة من أن تؤدى التصريحات التى لا تستند الى حقائق الأشياء، لتقوية جماعات العنف المسلح وتشجيعها فى نهجها المعادى للإستقرار والتحول الديمقراطى” وذلك بعدما دان اوباما “بقوة” قمع التظاهرات.
واضاف البيان الذي بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان “القاهرة تقدر إهتمام الجانب الأمريكى بتطورات الموقف فى مصر.. إلا أنها كانت تود أن توضَع الامور فى نصابها الصحيح، وأن تُدرَك الحقائق الكاملة لما يجرى على الأرض”.
واكد البيان ان “مصر تقدر المواقف المخلصة لدول العالم، ولكنها تؤكد تماما على سيادتها التامة وقرارها المستقل، وعلى تمكين إرادة الشعب التى إنطلقت فى الخامس والعشرين من يناير2011 والثلاثين من يونيو 2013 من أجل مستقبل أفضل لبلد عظيم”.
وقد استدعت عدة عواصم اوروبية السفراء المصريين المعتمدين لديها للتعبير عن قلقها.
كما استدعت تركيا سفيرها في مصر من اجل التشاور، حسب ما اعلنت وزارة الخارجية التركية. وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس “استدعي سفيرنا لبحث اخر التطورات التي تجري في مصر”.
واضاف ان السفير حسين عوني بوتسالي سيعود الجمعة الى القاهرة.
كما اعلنت كندا الخميس اغلاق سفارتها في مصر بسبب اعمال العنف. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس “سيتم تقييم الوضع خلال الايام المقبلة لاتخاذ قرار باعادة فتح السفارة على اقرب حد الاحد”.
ومن ناحيته، دعا وزير الخارجية الكندي جون بايرد الخميس “جميع الاطراف الى البدء بحوار بناء من اجل تهدئة التوترات” وحث المصريين على “ضبط النفس خلال الايام المقبلة”.
وفي غزة تجمع عشرات الشبان والاطفال الفلسطينيين مساء الخميس في ساحة امام مقر المجلس التشريعي تضامنا مع الضحايا الذين سقطوا اثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر.
واضاء المحتجون في هذه الفعالية التي نظمها “تجمع شباب فلسطين” الشموع حول النصب التذكاري للجندي المجهول المقابل للمجلس التشريعي.-(ا ف ب)