أول حكومة بعد عزل مرسي تؤدي اليمين- أسماء
عدلي منصور، بحسب التلفزيون الرسمي.
وكان رئيس الحكومة الجديدة الخبير الاقتصادي حازم الببلاوي أول من أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس وتلاه باقي الوزراء تباعا، وفق التلفزيون.
وعين الفريق اول عبد الفتاح السيسي نائبا اول لرئيس الوزراء مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع اضافة الى نائبين اخرين لرئيس الحكومة هما زياد بهاء الدين الذي يتولى ايضا وزارة التعاون الدولي وحسام عيسى الذي يتولى كذلك وزارة التعليم العالي.
وفي رد فعل فوري، اكدت جماعة الاخوان المسلمين، التي تطالب بعودة مرسي الذي ينتمي اليها، انها لا تعترف بهذه الحكومة.
وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد لوكالة فرانس برس “نحن لا نعترف لا بشرعية ولا بسلطة هذه الحكومة”.
وتضم الحكومة قرابة 30 وزيرا من بينهم ثلاث نساء هن درية شرف الدين وزيرة الاعلام وليلى اسكندر وزيرة الدولة لشؤون البيئة ومها زين العابدين وزيرة الصحة.
كما تضم ثلاثة اقباط على الاقل هم منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة وجورج رمزي استينو وزير الدولة للبحث العلمي اضاغفة الى ليلى اسكندر.
واحتفظ وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم بمنصبه كوزير للداخلية كما استمر وزير السياحة هشام زعزوع في موقعه.
وتولى نبيل فهمي وهو سفير سابق لمصر في واشنطن ونجل وزير الخارجية المصري الراحل اسماعيل فهمي الذي استقال من منصبه في عهد الرئيس الراحل انور السادات احتجاجا على سياسات الاخير.
وتضم الوزارة، التي خلت من اي اعضاء ينتمون الى احزاب او حركات اسلامية، شخصيات من عدة احزاب واطياف سياسية مختلفة يمينا ويسارا. ومن ابرز الوافدين الجدد في هذه الحكومة وزير القوى العاملة كمال ابو عيطة المنتمي الى التيار الشعبي وهو من مؤسسي حركة كفاية التي شكلت اول تحد للرئيس الاسبق حسني مبارك في منتصف العقد الاول من القرن الحالي كما انه من رموز ثورة 25 كانون الثاني/يناير.
وكان حزب النور، اكبر الاحزاب السلفية في مصر، اعلن انه لن يشارك في هذه الحكومة رغم انضمامه الى العملية السياسية التي بدأت عقب اطاحة مرسي.
وباداء الحكومة الجديدة لليمين يكون قد اكتمل تشكيل السلطة التنفيذية للمرحلة الانتقالية التي بدأت مع اطاحة مرسي من قبل الجيش عقب تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو الحاشدة وغير المسبوقة التي طالبت برحيله.
وجاء تشكيل الحكومة الجديدة غداة مقتل 7 اشخاص واصابة 261 اخرين في اشتباكات وقعت ليلا خلال تظاهرات لمناصري الرئيس الاسلامي المعزول في انحاء متفرقة من القاهرة.
ونظم المئات من انصار مرسي مساء الاثنين تظاهرات في عدد من مناطق القاهرة للمطالبة بعودته، نجحوا من خلالها على قلة اعدادهم في ارباك عموم العاصمة، واشتعلت اشتباكات دامية في منطقتي ميدان رميسس والجيزة.
وقال نائب رئيس هئة الاسعاف المصرية محمد سلطان لوكالة فرانس برس ان “سبعة اشخاص قتلوا واصيب 261 اخرون في اشتباكات الاثنين”، واضاف “خمسة اشخاص قتلوا في حي الجيزة (جنوب غرب القاهرة) وقتل اثنان في ميدان رمسيس” القريب من احد الجسور الرئيسية على النيل وميدان التحرير.
وقال مصدر امني مسؤول انه تم توقيف 401 شخص من مثيري الشغب خلال الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس، وانه تمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق”، ذلك حسبما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر.
ودانت واشنطن الثلاثاء “بشدة” هذه المواجهات. وقال متحدث باسم الخارجية الاميركية “ندين بشدة اعمال العنف” ايضا التحريض على العنف، معتبرا انه “يجب الا يكون هناك مكان لهذا النوع من اعمال العنف في مصر”.
وكان مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز حث الجيش على تجنب “الاعتقالات بدوافع سياسية” وسط تنديد دولي بتوقيف اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين.
وقال بيرنز الاثنين “اننا نؤمن ان المرحلة الانتقالية المستمرة هى بمثابة فرصة ثانية تاتى بعد ثورة 25 يناير لخلق دولة ديمقراطية تحافظ على حقوق الانسان ودور القانون وتسمح بالرخاء الاقتصادى لمواطنيها”.
واضاف المسؤول الاميركي “الاولوية الرئيسية يجب ان تكون وقف العنف والتحريض وتجنب العقاب والبدء بحوار جدي وجوهري بين كل الاطراف وكل الاحزاب السياسية”.
وكان بيرنز يتحدث بعد لقائه رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي وكذلك الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
واعتبر بيرنز، وهو اول مسؤول اميركي كبير يزور مصر منذ اقالة مرسي، ان البلاد غير معرضة لخطر السيناريو السوري حيث ادت الثورة والقمع الى نزاع عسكري.
واكد في تصريحات اوردتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان “الولايات المتحدة تريد مصر قوية مستقرة وديموقراطية”.
وعلى الصعيد الامني، وصلت تعزيزات عسكرية مصرية الثلاثاء الى مدينة العريش في شمال سيناء حيث تقع منذ اطاحة مرسي اعتداءات شبه يومية تستهدف بالاساس قوات الشرطة والجيش.
وبعد ساعات من موافقة إسرائيل على السماح لمصر بنشر كتيبتي مشاة بسيناء “لمحاربة الارهاب”، قال مصدر امني مصري ان “نحو 20 عربة مدرعة ومجنزرة وحاملات جنود عبرت قناة السويس ترافقها جرافات ومعدات حفر باتجاه مدينة العريش عاصمة شمال سيناء”. وأضاف المصدر أن “ست حافلات تحمل عددا من طواقم العربات المدرعات في طريقها أيضا إلى العريش”. واوضح المصدر ان “التعزيزات الجديدة سيتم نشرها بمناطق جنوبي الشيخ زويد ومنطقة بغداد بالقطاع الأوسط من سيناء” وذلك لتطويق المسلحين الذي تعتقد الحكومة المصرية انهم جهاديون اسلاميون.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون اعلن ان اسرائيل اعطت الضوء الاخضر لنشر تعزيزات من الجيش المصري في صحراء سيناء “لمحاربة الارهاب”.
وقال يعالون للاذاعة العامة الاسرائيلية ان مصر “قدمت لنا عدة طلبات في الايام الاخيرة للسماح بادخال تعزيزات اضافية مصرية من اجل محاربة الارهاب”.
واضاف “طالما ان هذه القوات تشارك في مكافحة الارهاب وتتم استشارتنا بالاضافة الى عدم تقويض معاهدة السلام بين البلدين، فنحن موافقون على طلبهم من اجل مكافحة تحدي الارهاب في سيناء”.-(ا ف ب)