يدك في الكتاب ورجلك في الركاب
عندما قام رئيس مصر الدكتور مرسي بزيارة الى البرازيل إستقلبته الجالية المسلمةوالعربية بحفاوة بالغة إلا أنّ منظمي الدعوة إستثنوا العديد من رموز الطوائف المسيحية والمسلمة حتى أنّ بعضهم بُلِّغ عبر الهاتف ثم سحبت وألغيت دعوته لحضور الإجتماع عندها ساد شعور ونقاش عام بين أوساط الجالية أن رئيس نادي الأخ في حي الزمالك حضر وأن الدكتور مرسي ليس رئيساً لجمهورية مصر بل رئيساً لفرقة دينية وأضيق من ذلك رئيساً لحزب واحد وقد حصل الشيئ ذاته مع الدكتور بشار الاسد أثناء زيارته للبرازيل بحيث أنّ منظمي اللقاء في أحد النوادي في ساوبولو إستثنوا بعض الفعاليات والرموز الممثلة لبعض الطوائف والكثير من اللبنانين وحتى السوريين على إثْرها قدّم الرئيس السوري إعتذاراً أثناء المهرجان وبعدها أثناء مقابلة تلفزيونية في زيارة لأسبانيا من الجالية العربية والمسلمة وخاصة من اللبنانين ولم يكتفي بذلك بل عاقب القنصل السوري في مدينة ساوبولو باستدعائه الى وزارة الخارجية السورية وإعفائه من عمله في البرازيلحسب ما أُشيع إلا أنّ خطوات مرسي الرئيس الأخ الصديق لرئيس الدولة العدوانية إسرائيل أقفل وقطع العلاقات مع دمشق الأسد عشية نتائج إنتخابات صانعي السجاد العجمي وعدم رده الواضح على تكفير الكثير من المصريين بحضوره ومشاكل سيناء وعدم إدارة ملفها بشكل يحمي الامن القومي ومشاكل مياه النيل والعديد العديد من الملفات لم تدار بالشكل اللازم حسب ما يدّعي معارضوه وقد تكون الضغوطات ومراحل التحول الأمني والسياسي والاقتصادي حالت دون النجاح الرئاسي عندها ظهر الرئيس المصري ضعيفاً في السياسة وفي لعبة الامم وكأنه يصلي صلاة السفر في موطن الحضر ولم يمضي عامه حتى انقلب الشعب والجيش عليه وخُلِعَ من عرشه واستبدل بمن هزمهم في صناديق الاقتراع وكان الأمراء اذا أرادوا خلع الوالي كتبوا
(يدك في الكتاب ورجلك في الركاب ) فوضع الشعب والجيش يده حيث وضع الرئيس تحت إقامة جبرية فأنقسم الشعب الى رابعة العدوية وميدان التحرير إنقساماً حاداً حتى أحدهم قال شعراً
يا حسرةً مرسي قضى في مأزقٍ……فاسألْ بني صهيون عن أوراقِ
باعوا القضيّةَ كلّها لم يبق إلا قدسنا………
باعها عربُ الخنا بنفاقِ
يا أيّها الأعراب من يبغي ألوفا ……….فالقدس أهلٌ للوفا وسباقِ
فدعوا الرذيلة جانباً فالقدس ………تصرخ للحمى يا راقي
والكثير ممن إلتقى الدكتور مرسي خرج بأنطباع أنّه ليس أهلا لهذا الموقع الرئاسي في دولة مصر العريقةولكن في السياسة كان الرئيس مرسي مع حساباته الخاطئة قد وقع في فخٍّ دُٰبّر له فتّم إفشال مشروع ما يسمونه الاسلام السياسي وأُنهيت تجربة خاضها إلاخوان بعد الثورة الاولى
ويبقى الرهان فاشلاً على السياسة الأمريكية لأنها تعتمد على مصلحة الدولة العدوانية إسرائيل مع فشل ذريع لمشروع عربي موحد أو أجندة عربية للحفاظ على الأمن القومي في مواجهة عدو واحد هو دولة الكيان العبري ويتطلع بعض المراقبين لدور سعودي إيراني مع مؤازرة مصرية حيث ينتاب شكوك أن ما قدمته الاستخبارات الأمريكية للبنان من معلومات حول الأعمال الإرهابية وما نشرته يديعوت أحرنوت من تورط المملكة السعودية يصب في خانة واحدة هو فرط التقارب الإيراني السعودي لحل أزمات المنطقة فهل يقرأ عقلاء إيران وحكماء العرب أحداث بئر العبد والحكم الجديد من طهران الى القاهرة مروراً بقطر؟
فليس هناك حلّ سوى العودة إلاالى حوار سين سين عبر طهران بموأزرة مصرية وعربية لتحقن الدماء ويخف النزيف ويقطع دابر الاعداء أم أنّ معظم النار من مستصغر الشرر
بقلم الدكتور حسان الزين البرازيل