تحرير الموصل من قبضة “داعش”
وكالة الناس – أعلن التلفزيون العراقي أمس عن انهيار “دولة داعش” بعد فرض القوات الحكومية السيطرة على المسجد التاريخي الذي سبق أن أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عن قيام “دولة الخلافة”.
وبث التلفزيون الخبر تحت عنوان “وسقطت دولة الخرافة”.
بدورها أكدت وزارة الدفاع العراقية أن وجود “داعش” في العراق انتهى للأبد، وشددت على أنه لا خيار لعناصر التنظيم إلا الاستسلام، إذ لم يبق للتنظيم أي منطقة في الموصل.
وجاء ذلك بعد الإعلان عن سيطرة قوات مكافحة الإرهاب العراقية على جامع النوري والمنارة الحدباء بالموصل في سياق المعارك الشرسة بالمدينة القديمة.
وسبق لوسائل إعلام أن نشرت صورا لأنقاض المنارة والمسجد اللذين قيل إن عناصر “داعش” فجرتهما بعد تسريع وتيرة تقدم الجيش العراقي في البلدة القديمة. وتعد استعادة السيطرة على ما تبقى من هذا المسجد التاريخي، انتصارا رمزيا للجيش العراقي، علما بأن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان قد أعلن عن قيام “دولة الخلافة” من هذا المسجد بالذات.
وأعلنت قيادة عمليات “قادمون يا نينوى”، عن سيطرة قوات مكافحة الإرهاب على منطقة السرجخانة في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، إضافة إلى جامع النوري والمنارة الحدباء.
وأكد قائد العمليات، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان، أن “القطعات ما زالت مستمرة بالتقدم”.
ويأتي إعلان استعادة الجامع الذي فجره تنظيم داعش الأسبوع الماضي، بعد مرور ثلاثة أعوام على اليوم الذي أعلن فيه التنظيم إقامة “دولة الخلافة” في أجزاء من العراق وسورية.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أن “قوات مكافحة الإرهاب تسيطر على جامع النوري ومنارة الحدباء”.
وبعدما أشار قائد في قوات مكافحة الإرهاب إلى أن القوات العراقية لم تسيطر بشكل كامل فعليا على الجامع، أوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح للصحفيين أنه تم عزل المنطقة “وبقيت مسألة التطهير”.
وكان جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء من أبرز معالم الموصل، وشكلتا رمزا في تاريخ حكم التنظيم المتطرف في العراق.
وأعلن تلفزيون العراقية الحكومي في خبر عاجل “سقوط دولة الخرافة”.
وكان جامع النوري شهد ظهور البغدادي خلال صلاة الجمعة في تموز(يوليو) 2014، بعيد سيطرة التنظيم على ثاني أكبر مدن العراق، حيث دعا المسلمين إلى إطاعته.
وبعد ثلاث سنوات، ما زال مصير البغدادي ومكان تواجده مجهولين، فيما خسر تنظيمه نسبة كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في 2014.
وأقدم تنظيم الدولة الإسلامية في 21 حزيران (يونيو) على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير، في محاولات يائسة للدفاع في وجه تقدم القوات العراقية.
واعتبر مسؤولون عراقيون وفي التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن عملية التفجير دلالة على الخسارة الوشيكة لتنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، فيما وصفه رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ”إعلان الهزيمة”.
وكانت منارة الحدباء تعتبر رمزا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل.
وظهرت أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.
ونسب تنظيم الدولة الإسلامية عبر وكالة “أعماق” الدعائية إلى غارة أميركية تدمير الموقعين التاريخيين، غير أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اعتبرت أن التنظيم هو من “دمر واحدا من أعظم كنوز الموصل والعراق”.
وأكدت روسيا الأسبوع الماضي أنها تسعى إلى التحقق من مقتل البغدادي في غارة لقواتها بسورية الشهر الماضي.
كان مسجد النوري يعد من أكبر مساجد المدينة القديمة، وسمي تيمنا بنور الدين الزنكي الذي حكم الموصل وحلب لفترة، وأمر ببنائه في العام 1172. وكان سلف صلاح الدين يمثل مفهوم مقاومة الحروب الصليبية.
بعد سيطرته على المدينة الشمالية في حزيران (يونيو) 2014، هدد التنظيم المتطرف بتدمير منارة الحدباء، إلا أن السكان تمكنوا من إحباط ذلك بعدما شكلوا درعا بشرية حولها.
وجاءت عملية تدمير المسجد والمنارة بعد ثلاثة أيام من بدء القوات العراقية هجوما على المدينة القديمة بغرب الموصل، حيث آخر مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
وما يزال نحو مائة ألف مدني محتجزين كدروع بشرية من قبل التنظيم داخل المدينة القديمة.
ورغم أن المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد المدنيين فيها، جعلت العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر.
وأبدى مقاتلو التنظيم المتطرف مقاومة شرسة في المدينة القديمة، باستخدام قذائف الهاون والمفخخات والقناصة، لإبطاء تقدم القوات العراقية.-(وكالات)