0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

موظف سابق في المخابرات الأمريكية: كشفت عن برنامج تجسس أمريكيا كي أحمي العالم

 قال موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية يعمل كمتعاقد في وكالة الأمن القومي الامريكي الأحد انه هو المصدر الذي سرب تفاصيل برنامج تجسس امريكيا سريا للغاية وانه عمل ذلك بدافع من ضميره لحماية “الحريات الاساسية للناس في شتى انحاء العالم”.

وقال ادوارد سنودين (29 عاما) القابع في غرفة بفندق في هونغ كونغ انه فكر طويلا ومليا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الامريكي يسمى بريزم قائلا انه فعل ذلك لانه شعر أن الولايات المتحدة تبني الة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجس عل جميع الامريكيين.

وقال سنودين وهو موظفي فني سابق في وكالة المخابرات الامريكية انه كان يعمل في وكالة الامن القومي الامريكي كموظف من شركة بوزالن المتعاقدة مع الوكالة. وقال انه قرر تسريب المعلومات بعد ان اصبح يشعر باستياء من الرئيس باراك اوباما الذي قال انه واصل سياسات سلفه جورج دبليو.بوش.

وقال سنودين لصحيفة جارديان التي بثت مقابلة مصورة معه على موقعها على الانترنت “لا اريد ان اعيش في مجتمع يفعل امورا من هذا النوع.. لا اريد ان اعيش في عالم يسجل فيه كل ماافعله او اقوله. هذا شيء لست مستعدا لان ادعمه او اعيش في ظله”.

وقالت كل من جارديان وواشنطن بوست الاسبوع الماضي ان اجهزة الامن الامريكية قامت بمراقبة بيانات عن اتصالات هاتفية من فيرزون وبيانات من الانترنت من شركات كبيرة مثل جوجل وفيسبوك.

وفي ذكرها اسم سنودين الأحد قالت الصحيفة انه سعى لكشف هويته.

وقال سنودين في تفسيره لما قام به ان”وكالة الامن القومي الامريكي بنت بنية اساسية تسمح لها بمراقبة كل شيء تقريبا.

“وبهذه المقدرة فان اغلبية كبيرة من الاتصالات البشرية يتم استيعابها دون استهداف. واذا كنت اريد ان ارى بريدك الالكتروني او هاتف زوجتك فكل ما يتعين علي ان افعله هو استخدام وسائل الالتقاط. بامكاني الحصول على بريدك الالكتروني وكلمات السر الخاصة بك وتليفوناتك وتسجيلاتك وبطاقات الائتمان الخاصة بك”.

وقالت جارديان ان سنودين كان يعمل في وكالة الامن القومي منذ اربع سنوات كمتعاقد لشركات خارجية.

واضافت الصحيفة انه قبل ثلاثة اسابيع صور سنودين نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الامن القومي الامريكي في هاواي وابلغ رؤساءه انه بحاجة لاجازة “اسبوعين” للعلاج من الصراع. وفي 20 مايو ايار طار الى هونغ كونغ.

وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الامريكية والبيت الابيض عن التعليق في حين لم يعلق متحدث باسم مدير المخابرات الوطنية بشكل مباشر على سنودين نفسه ولكنه قال ان اوساط المخابرات تقيم الاضرار التي تسببت فيها عمليات التسريب التي حدثت في الاونة الاخيرة.

وقال المتحدث ان”اي شخص معه تصريح امني يعرف ان عليه او عليها التزاما بحماية المعلومات السرية والتزاما بالقانون.”

وطلبت وكالة الامن القومي الامريكي اجراء تحقيق جنائي في المعلومات المسربة. وقالت وزارة العدل الامريكية امس الاحد انها في المراحل الاولى من تحقيق جنائي بعد عمليات التسريب تلك.

وقالت شركة بوزالن الامريكية للاستشارات التكنولوجية ان التقارير المتعلقة بالمعلومات المسربة “مروعة واذا كانت صحيحة فان هذا العمل يمثل خرقا خطير” لسياسة الشركة.

وقالت ان الشركة وظفت سنودين منذ اقل من ثلاثة اشهر وانها ستتعاون مع اي تحقيق في هذا الامر.

وامتنع متحدث باسم شركة ديل عن التعليق على تقارير قالت ان سنودين كان يعمل في الشركة. وفي عام 2009 تملكت ديل شركة بيروت سيستمز وهي شركة متعاقدة مع الحكومة الامريكية كانت تعمل لحساب وكالات المخابرات الأمريكية.

ويكشف قرار سنودين بالكشف عن شخصيته ومكانه عن اكبر عملية تسريب امني في تاريخ الولايات المتحدة ويصعد رواية تسلط ضوءا ساطعا على استخدام اوباما المكثف للمراقبة السرية.

واثار الكشف عن تلك البرامج السرية نقاشات واسعة النطاق داخل الولايات المتحدة وخارجها عن المدى الكبير الذي تصل اليه وكالة الامن القومي التي وسعت عملياتها للمراقبة بشكل مثير منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2011.

ويقول مسؤولون امريكيون ان الوكالة تعمل في نطاق القانون. واشار بعض اعضاء الكونجرس الى تأييدهم لانشطة وكالة الامن القومي الامريكي في حين حث اخرون على تشديد الرقابة واحتمال اجراء تغييرات في القانون المنظم لعمليات المراقبة.

وقرار سنودين بكشف نفسه قد يعرضه لغضب السلطات الامريكية. وشبهته صحيفة جاردين ببرادلي ماننج وهو جندي امريكي يحاكم الان بتهمة مساعدة العدو بعد تسريب ملفات عسكرية سرية واخرى خاصة بالخارجية الامريكية لموقع ويكيليكس .

وابدى احد الخبراء القانونيين حيرته في تفسير قرار سنودين بالفرار الى هونج كونج لانها مرتبطة باتفاقية لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة في حين لا يوجد مثل ذلك مع الصين نفسها.

وقال انه في قضايا جنائية عادية على عكس هذه القضية اظهرت هونج كونج استعدادا في السنوات الاخيرة لتسليم اشخاص لمواجهة اتهامات في الولايات المتحدة.

وقال سنودين في الشريط المصور ان”هونج كونج لديها تقليد راسخ من حرية الكلام”.

وقال سنودين الذي قال انه ترك صديقته في هاواي دون ابلاغها الى اين هو ذاهب انه يعرف المجازفة التي يقوم بها ولكنه يعتقد ان حجم العلانية التي حظي بها ما قام بالكشف عنه خلال الايام القليلة الماضية يستحق ذلك.

وقال “خوفي الاساسي من ان يلاحقوا عائلتي واصدقائي وصديقتي . واي شخص لي علاقة به… على ان اتكيف مع هذا الامر بقية حياتي.لن استطيع الاتصال بأحد منهم. انها(السلطات) ستتصرف بعدوانية مع اي شخص كان يعرفني. هذا ما يؤرقني”.

وتحدث سنودين عن استعداده للتخلي عن حياة رغدة في هاواي حيث كان دخله يبلغ نحو 200 الف دولار سنويا.

وقال “انني مستعد للتضحية بكل هذا لانني لا استطيع ان اشعر براحة ضمير مع السماح للحكومة الامريكية بتدمير الحياة الشخصية وحريات الانترنت والحريات الاساسية للناس في كل انحاء العالم بالة الرقابة الضخمة تلك التي يقومون ببنائها سرا”.

وبدا سنودين مسترخيا خلال المقابلة . وقال انه يأمل في نهاية الامر ان تمنحه ايسلندا التي تثمن حرية الانترنت حق اللجوء.