حزب الله يطلب من كوادر حماس مغادرة لبنان
خلفية مشاركة الحركة الإسلامية الفلسطينية في الحرب الدائرة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من حركة “فتح” في لبنان إن مسؤولا أمنيا كبيرا في الحزب الشيعي أبلغ علي بركة قيادي حماس في لبنان، بأن كل من له صلة بالحركة على الأراضي اللبنانية أصبح غير مرغوب فيه على الإطلاق.
وبعد أن تطور الخلاف السوري إلى نزاع دموي، اختارت حماس الانحياز لمقاتلي المعارضة السورية وغادر رئيس المكتب السياسي لحركة خالد مشعل وقادة من الحركة منذ أواخر عام 2011 دمشق على خلفية اندلاع الاحتجاجات في سوريا منتصف آذار/مارس 2011 للإقامة في قطر.
وكانت الحركة تتخذ مع فصائل فلسطينية أخرى من دمشق، مقرا رسميا لها منذ طرد مشعل وغالبية أعضاء المكتب السياسي للحركة من الأردن في العام 1999.
وقالت تقارير صحفية غربية إن عناصر من “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس يشرفون على تدريب مقاتلي “الجيش السوري الحر” في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وإن بعضهم يقاتل وبشكل فعلي إلى جانب المعارضة داخل المخيمات الفلسطينية.
وقال مصدر لبناني مطلع رفض الكشف عن هويته إن عددا من افراد كتائب القسام الذين شاركوا في معارك القصير تم قتلهم واعتقل بعضهم الآخر الذين اعترفوا بكيفية تجنيدهم في هذه الحرب ضد سوريا وحزب الله.
وعلى عكس حزب الله اللبناني الذي تحرر من سرية مشاركته في النزاع السوري، تنفي حماس بشكل متكرر أي وجود مسلح للحركة في سوريا.
واتهمت دمشق حماس بأنها “تحولت من حركة مقاومة إلى حركة تابعة لقطر”، لكن الحركة قالت إن من غادر دمشق من أبناء الحركة إلى الدوحة، هم فقط مشعل وأعضاء المكتب السياسي.
ويقول مراقبون ان حزب الله الذي اصطف لصالح النظام السوري، بات يصنف كل من وقف او اختلف مع نظام بشار الاسد في خانة اعدائه، وإن هذا التحرش بحماس يأتي في هذا السياق.
ويضف هؤلاء ان حزب الله الذي درّب ومول عددا كبيرا من كتائب القسام أصبح يصنف حماس وجناحها العسكري بعد اتهامه لهما بالمشاركة في الحرب السورية، كجزء “من المنظومة الامنية الإسرائيلية القطرية التي تسعى لتدمير النظام السوري وحزب الله”.
ويقدر المصدر اللبناني أن حزب الله يحاول ان يستفرد بالساحة اللبنانية، ويعتبر ان اي خرق لموقفه من الصراع السوري، هو خرق خطير لموقفه الاستراتيجي وإضعاف له على صعيد صراعه مع الجار الاسرائيلي، لذلك فهو يحاول أن “ينظف” ساحته اللبنانية من أي عدو مفترض تحسبا لأي نزاع محتمل وهو نزاع موجود بالفعل ويمكن أن يتطور إلى ما هو أخطر في اية لحظة مقبلة.
واعترف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بأن عناصر من حزبه يقاتلون في سوريا وخاصة في مدينة القصير، مشددا على ان هؤلاء يقومون “بالدفاع” عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة وان آخرين يتولون حماية مقام السيدة زينب قرب دمشق.
لكن نصرالله يندد بأي تدخل خارجي غيره، لمساندة معارضي النظام السوري وها هو يبدي استعداده لمعاقبة أي جهة قد تساند المعارضة السورية مثل ما يفعل مع حماس.
ومن جهتها تسعى حماس لتلافي هذا الاحتمال الخطير لترحيلها من لبنان بعد ان خسرت عمليا وجودها في سوريا.
وقال المصدر إن حماس طلبت من الجهاد الإسلامي التوسط لدى حزب الله لإبقاء عناصرها في لبنان لفترة معينة، حتى تتمكن من تأمين خروج آمن لهم إلى جهة غير معروفة، غير أن الجهاد الإسلامي رفض ذلك، لأن حماس “أوغلت وتوغلت في دماء السوريين وحزب الله”، ولذلك تأبى حركة الجهاد الإسلامي أن تسجل على نفسها أنها “خانت حزب الله وإيران”.
وتهدد الأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث، دون بوادر لأي حل سياسي، بإطلاق شرارة صراع طائفي يمكن أن يمتد لهيبه إلى دول عديدة في المنطقة.
ميدل ايست أونلاين