0020
0020
previous arrow
next arrow

توقعات قاتمة مع الاستعداد لعقد مؤتمر بشأن السلام في سوريا

0

 يقوم دبلوماسيو العالم بحملة رئيسية جديدة خلال الايام المقبلة لاجراء مفاوضات لانهاء الحرب الاهلية السورية ولكن فرصهم في تحقيق اتفاق للسلام تبدو بعيدة كما كان الحال دائما.

وقلل الرئيس السوري بشار الأسد من فرص نجاح خطط جديدة لعقد محادثات سلام اعلنتها بشكل مفاجي الولايات المتحدة وروسيا قبل اسبوعين ومن المقرر عقدها في جنيف في بداية يونيو حزيران.

وتعد تصريحات الاسد احدث اشارة الى عدم تحمس الطرفين المتحاربين لدعوة البلدين على الرغم من ان شخصيات بالمعارضة تشير إلى أن من المرجح ان توافق على حضور المحادثات باي حال لعزل الأسد.

ومن المتوقع ان يشرح وزير الخارجية الامريكي جون كيري خطط المحادثات خلال اجتماع يعقد في الاردن يوم الاربعاء لمجموعة”اصدقاء سوريا” للدول التي تسعى لتنحي الاسد والتي تتشكك كثير منها في مبادرة السلام.

وستلتقي المعارضة السورية في اسطنبول يوم الخميس لاعلان موقفها وستلتقي ايضا لجنة الجامعة العربية الخاصة بسوريا في القاهرة يوم الخميس بناء على طلب قطر الخصم البارز للاسد ربما للموافقة على قرار المعارضة.

وستحاول بريطانيا ومن المحتمل فرنسا ايضا يوم الاربعاء اقناع اجتماع قمة للاتحاد الاوروبي بالسماح لدول الاتحاد السبع والعشرين بتسليح مقاتلي المعارضة السورية.

وسيكون مؤتمر السلام المقترح اول محاولة لتكوين اجماع دولي بشأن سوريا منذ نحو عام منذ ان انتهى اجتماع اخر بجنيف دون دعم ل”حكومة انتقالية” ولكن دون اتفاق على ما يعنيه ذلك.

والحرب التي ادت لقتل اكثر من 80 الف شخص وتشريد ملايين اخذة في التفاقم. وساهمت تقارير عن ارتكاب الجانبين لاعمال وحشية وظهور فصيل من القاعدة بين خصوم الاسد ومزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية وشن اسرائيل غارات جوية في الضغط على الدبلوماسيين كي يحققوا شيئا في نهاية الامر.

وعلى الرغم من الاتفاق على الدعوة للمؤتمر مازالت واشنطن وموسكو مختلفتين . وانتقدت الولايات المتحدة روسيا في مطلع الاسبوع لتزويدها الاسد بصواريخ.

وتصر روسيا على ضرورة ان تحضر ايران الداعم الرئيسي في المنطقة للاسد. وقالت فرنسا انها ستعارض المؤتمر اذا شاركت طهران فيه.

ومن بين الاطراف المتحاربة نفسها لم تتزحزح المعارضة السورية بعد عن رفضها للتفاوض اذا لم يتم استبعاد الاسد من السلطة على الرغم من انها ستتعرض لضغوط من واشنطن كي لا ترفض الدعوة للمحادثات.

ويقول الاسد ان الذين يحاربونه ارهابيون وعملاء لقوى خارجية. ورفض الاسد احتمالات التوصل لتسوية سلمية في مقابلة مع صحيفة كلارين الارجنتينية.

وقال الأسد “انهم يعتقدون ان عقد مؤتمر سياسي سيوقف الارهابيين في البلد. هذا غير واقعي.. هناك خلط في العالم بين الحل السياسي والارهاب”.

واضاف “لاحوار مع ارهابيين”.

وسيعطي مؤتمر (اصدقاء سوريا) الذي يعقد يوم الاربعاء كيري فرصة كي يشرح خطط مؤتمر السلام لتحالف الدول الغربية والغربية الذي يحث على اسقاط الاسد والذي يتشكك كثير من اعضائه في موقف واشنطن.

وقال فهد خيطان وهو معلق سياسي اردني بارز ان موقف هذه الدول سيتحدد بشكل كبير بناء على عرض كيري لما حدث في المفاوضات مع الجانب الروسي.

واضاف ان بعض الدول مثل تركيا والسعودية وقطر تريد ضمانات من الامريكيين بان الاتفاق الامريكي الروسي لن يكون على حساب المعارضة او الثورة السورية وان الامر لن ينتهي بمساعدة النظام السوري او اطالة بقاء الاسد في السلطة.

وكتب عبد الرحمن راشد رئيس قناة العربية في صحيفة الشرق الاوسط المملوكة للسعودية ان كيري صدم كثرين في المنطقة العربية بدعمه المشروع الروسي.

وقال ان الرأي العام يري تغيرا خطيرا في موقف الحكومة الامريكية فقبول المشروع الروسي خطأ كبير لانه يعطي الامل لنظام محاصر بدلا من مضاعفة الضغط عليه.

وتقول المعارضة انها لم تقرر بعد مااذا كانت ستحضر مؤتمر السلام. وقال جورج صبرا رئيس الائتلاف الوطني السوري بالانابة ان من دعوا للمؤتمر ليست لديهم حتى الان فكرة واضحة عنه.

واضاف انه اذا لم يكن لدى المعارضة فكرة واضحة فلا يمكن لها ان تتخذ قرارا بشأن مااذا كان ستشارك.

ولكن معظم المؤشرات تقول ان المعارضة لن تقاطع المحادثات خشية منح الاسد انتصارا دعائيا.

وقال زعيم سوري معارض كبير شارك في النقاش الداخلي بالائتلاف الوطني ان اجماعا في الرأي بدأ يظهر فيما بين قيادة الائتلاف بأن عدم الذهاب والسماح للاسد بالاستفادة من ذلك سيكون خطأ سياسيا كبيرا.

وسيسمح اجتماع الجامعة العربية يوم الخميس لدول قوية مثل قطر والسعودية اللتين تزودان مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح والمال بالموافقة على اي قرار تعلنه المعارضة.

وسيتداخل ايضا اجتماع “اصدقاء سوريا” يوم الاربعاء مع مناقشة الاتحاد الاوروبي لمسالة مااذا كان يعدل حظرا فرض قبل عامين على ارسال اسلحة لسوريا للسماح للدول الاوروبية بتسليح بعض المقاومين .

وتنتهي حزمة كاملة من العقوبات الاوروبية ضد سوريا في اول يونيو حزيران . ويقول دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي ان بريطانيا هددت بمنع تمديد اجراءات اخرى مثل الحظر النفطي اذا لم يتم رفع الحظر على تسليح المقاومين.

واي عمل يقوم به الاتحاد الاوروبي لابد وان يكون بالاجماع. ويعارض الموقف البريطاني النمسا التي لها جنود لحفظ سلام في مرتفعات الجولان وتخشى على سلامتهم اذا سمح للدول الاوروبية بتسليح مقاتلي المعارضة.

وتقول بريطانيا ان رفع الحظر عن مبيعات السلاح سيعزز المعارضة المعتدلة في سوريا. وبريطانيا واثقة ايضا من امكان منع وصول الاسلحة الى الجماعات الاسلامية المتشددين الموجودة بين مقاتلي المعارضة.

ومن المتوقع ان يتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقف فرنسي بريطاني مشترك مع الرئيس فرانسوا اولوند في باريس يوم الثلاثاء عشية اجتماع القمة.

ويقول بعض الدبلوماسيين ان الفرنسيين اكثر حذرا من البريطانيين بشان رفع حظر السلاح عن مقاتلي المعارضة بسبب تخوفهم من ان يدفع ذلك روسيا لارسال مزيد من السلاح الى الاسد. وربما تريد باريس ترك التفاصيل الى ما بعد مؤتمر السلام حتى يمكن استخدام احتمال رفع الحظر كورقة ضغط على الاسد.