0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

أسماء "الدلع" للأطفال تنعكس على نفسياتهم

وكالة الناس – يعمد الكثير من الآباء والأمهات إلى إطلاق بعض التسميات على أبنائهم كنوع من “الدلع”، والتي عادةً ما تبقى ترافقهم حتى سنوات طويلة من أعمارهم، ويبقى الناس ينادونهم بها، لدرجة أنها قد تُنسيهم أسماء هؤلاء الحقيقية في بعض الأحيان.

وقد تختلف درجة قبول المجتمع لأسماء الدلع أحياناً، فمنها ما قد يكون “غير مناسب”، كما ترى نانسي أحمد، التي تعتقد أن بعض الأهالي ينعتون أبناءهم بأسماء دلع غريبة، قد تثير استياء البعض، وحتى الأطفال أنفسهم عند وصولهم سن البلوغ. 
ومن بين أسماء الدلع الغريبة والتي ظلت ملازمة لصاحبها رغم بلوغه سن الشباب، ما أشارت إليه عهود جميل، إذ بينت أن أحد أقاربها الذي وصل عمره الآن إلى سبعة عشر عاماً، ما يزال أهله وأصدقاؤه ينادونه باسم “طمطم”، وهو ما يجعله يغضب في الكثير من الأحيان، كون الاسم لم يعد يناسبه بعد أن أصبح يافعاً، وله العديد من الأصدقاء وزملاء الدارسة الذين قد “يستهزئون باسم الدلع هذا”.
وتتساءل عهود عن الطريقة التي يفكر فيها الأهل عند إطلاق أسماء الدلع على أبنائهم، والتي بالكاد تُعجب الأطفال أنفسهم حين يبلغون مرحاة معينة من العمر، فالكثير منهم يطلب من الأهل أن لا ينادونهم في حضور الأشخاص الآخرين بأسماء الدلع، وبخاصة الشباب، أكثر من الفتيات، منوهة إلى أنه عادةً ما يكون وقع أسماء الدلع على البنات أقل من الشباب.
الاختصاصية التربوية رلى أبو بكر ترى أن فكرة “التدليل للأبناء بشكل عام، تأتي من باب التحبب والتودد للأطفال، لذلك لا يجب اعتبار هذه الطريقة سلبية بأي شكل من الأشكال، إلا في حال لم يحسن الأهل الاختيار في اسم “الدلع”.
كما ترى أبو بكر أن الأهل الذين يتخذون أسماء غريبة لتدليل أبنائهم ولا تناسب أطفالهم عند عمر معين، يجب أن يتخلوا عنها، حتى لا تلتصق تلك التسميات بهم في أعمار متقدمة، ويعتبرها بعض أصدقائهم محط سخرية.
أما ديالا التي تعيش مع زوجها في إحدى الدول الخليجية التي تستخدم أسماء الدلع لأبنائها مثل “سوسو، فطوم، ميزنة، حمودي، فهودي، عبودي”، فقد أكدت أن هنالك أسماء غريبة لتدليل الأطفال لا تناسب مجتمعنا الأردني أحياناً، أو لا تتوافق مع لهجتنا بشكل عام.
لذلك، تحرص ديالا على أن يكون دلعها لأبنائها قليلا جداً، وهي تفضل أن يُعرف الطفل اسمه أكثر من اسم الدلع، حتى يكون قادراً في سن مبكرة من عمره على التعريف بنفسه باسم مناسب ومعروف لدى المجتمع المحيط به.
وتؤكد ديالا أن أحد أشقائها الذي تزوج، أصبح الأهل ينادونه باسم “حمودة”، على الرغم من أن اسمه محمد، مشيرةً إلى أن أي شخص يناديه باسم “محمد” لا يستجيب له، بينما يرد سريعاً في حال ناداه أحد بـ”حمودة”.
وعن تجربتها مع اسمها، تقول الطالبة الجامعية ساجدة إبراهيم، إن أهلها ما يزالون ينادونها بـ”سوسو”، وهو اسم محبب لها كثيراً، لذلك لا تجد ضيراً من مناداة الأشخاص بأحب الأسماء إليهم، فهذا يجعلهم يشعرون بالفرح والسعادة، إذ إن الأشخاص الذين ينادونها بأسماء الدلع، هم في المقابل من الأهل والصديقات والأشخاص المقربين منها، على حد تعبيرها.
وتضيف ساجدة أن معظم أشقائها لهم أسماء دلع، مثل؛ “حمودة”، و”جوجو”، وتسميتهم بأسماء الدلع من أهاليهم، ما هي إلا دليل محبة منهم، ومحاولتهم التحبب والتقرب لأطفالهم بأحب الأسماء إليهم، إلا أن ذلك يجب أن لا يتنافى مع الأخلاق أو الأسماء غير مقبولة مجتمعياً ومنطقياً.
من جانبه، يرى مجدي أبو نادر وهو أب لثلاثة أطفال، أنه لا يفضل أن ينادي أطفاله كثيراً بأسماء الدلع، إذ أن الأم هي عادةً من تفضل أن تنادي أبنائها بأسماء دلع مختلفة، وخاصة البنات منهم، لذلك يرى أن الولد يجب أن يُنادى دائماً باسمه. 
ويعتقد أبو نادر أن الطفل الولد يجب ان لا يُكنى باسم دلع من الأساس، فما بالك لو كان هذا الاسم يميل إلى “الأنوثة”، على حد تعبيره، ويبرر ذلك بأن الولد يجب أن يكون معتداً باسمه، ولا يتردد عند التعريف بنفسه منذ سن صغير.
وفي ذلك، ترى أبو بكر أن الولد عادةً ما تؤثر فيه تلك الأسماء أكثر من البنات، بحيث أن الولد أو الفتاة عند خروجهم من سن الطفولة إلى سن البلوغ والتوجه للجامعة والعمل، ويرون أن أهاليهم ما يزالون ينادونهم بتلك الأسماء فإنهم يشعرون بـ”الاستياء وعدم الرضا عن تلك الألقاب”.
وتؤكد ابو بكر أن على الأهل أن يجعلوا الطفل يفتخر باسمه أياً كان، حتى لا يألف هو اسم الدلع أكثر من اسمه الحقيقي، فعلى سبيل المثال، الأم التي تكرر دائماً أمام ابنها أن اسمه غير مناسب واختارته على اسم جده مثلاًَ، فإن ذلك يجعل الطفل يكرة اسمه منذ سن مبكره، ويعتمد في تعريف نفسه على اسم الدلع فقط، لذلك على الأهل أن يجعلوا أبناءهم بفتخرون بأسمائهم أياً كانت.