كلّ ما يجب أن تعرفيه عن الدواء
إذا كان الدواء ترياقاً، فقد ينتج من سوء استخدامه خطورة على صحّة المريض. ويُمكن أن يشمل أثره السلبي كلّ أعضاء الجسم. لذلك، يجدر بك، في كلّ مرة تخضعين لعلاج دوائيّ، الانتباه إلى جملة من الأمور التي يُطلعك عليها طبيب الصحّة العامّة سامي عاصي.
من أهمّ التغيّرات التي تطرأ على الدواء، في أثناء حفظه:
– تغيّرات فيزيائية، كالطعم واللون والرائحة.
– تغيّرات كيميائية، كبروز جراثيم، نتيجة وجود كائنات حيّة فيه.
وينتج من سوء حفظه:
– مضاعفات مرضيّة قد تودي بالحياة، إذ قد يتحوّل إلى مادة سامّة.
– ارتدادات عكسيّة، نتيجة تحوّله إلى مركّبات أخرى.
صلاحيّة الدواء
يجدر بك التقيّد والالتزام بتاريخ الصلاحيّة المدوّن على الدواء. وثمّة بعض الأدوية التي تنتهي فاعليّتها قبل انتهاء فترة صلاحيتها، مثل قطرة العين التي تُحسب ملاءمتها منذ بداية فتحها حتى شهر حصراً؛ وذلك منعاً لخطر التلوّث الذي قد يطرأ عليها.
وتؤثّر طريقة حفظ الدواء في صلاحيته، إذ تعرّضه درجة الحرارة غير المناسبة للتلف. لذلك يجب استشارة الصيدليّ والالتزام بالتعليمات المدوّنة على الغلاف بخصوص طريقة الحفظ المثاليّة.
من دون وصفة طبية!
* يُقدم الكثيرون على تناول الأدوية من دون وصفة طبيّة، ما قد يعرّض حياتهم للخطر. ويحتّم استخدام المضادات الحيويّة مثلاً، إجراء فحوص لتحديد نوع المرض، وبالتالي، نوع المضاد الحيويّ المضادّ له والجرعة المناسبة؛ علماً أن تناول هذه الأخيرة عشوائياً يفاقم المرض ويحدث مقاومة ميكروبية للمضاد الحيوي.
* ملاءمة الغذاء والعلاج الدوائي. تتفاوت قدرة المضاد الحيوي الشائع ‘تيتراسيكلين’ العلاجية بحسب نوع غذاء المريض، خصوصاً إذا كان طعامه غنيّاً بالكالسيوم كالألبان. ويثبت بعض البحوث تأثير النقص في البروتين في مفعول الأدوية.
* إذا كان المريض يتناول مجموعة من الأدوية، فقد يحدث لديه تفاعل ذو تأثير سلبي في صحّته. مثلاً: لا تحتاج أغلب أدوية نزلات البرد إلى وصفة طبيّة. إذا تزامن تناولها مع مضادات الاكتئاب، فقد تؤدي إلى ارتفاع حادّ في ضغط الدم! كذلك، يبطل مفعول علاجات ارتفاع ضغط الدم لدى استخدام بعض أنواع مضادات الاكتئاب، ما يؤدّي إلى رفع ضغط الدم بدلاً من خفضه.
* من بين الأخطار الكبيرة تناول عقاقير الأمراض النفسية من دون وصفة طبية. وهذه الأخيرة قد تتفاعل مع مسكّنات ومضادّات الالتهاب والفيتامينات والمكمّلات الغذائية، وتنعكس سلباً على الجسم.
بين الصباح والمساء
تبيّن مؤخّراً أنّ أكثر من 60 دواءً يكون أكثر فاعليّة في أوقات معيّنة من اليوم، ما يوجب الانتباه إلى موعد تناول الدواء (صباحاً أو مساءً، قبل الوجبة أو بعدها). مثلاً، يكون علاج التهاب المفاصل والعظام أكثر فاعليةً عندما يؤخذ بين فترتي الظهيرة والعصر. أمّا بالنسبة إلى الروماتيزم، فمن المفضّل أخذ علاجه بعد الوجبة المسائيّة. كما تزداد قدرة بعض أدوية علاج السرطان بمعدّل 4 مرات، عندما تؤخذ صباحاً، بالمقارنة مع المساء. ويفضّل تناول بعض الأدوية ليلاً، كأدوية خفض ‘الكولسترول’.
وتترافق الأدوية مع عمل الساعة البيولوجيّة للجسم. وهذه الأخيرة عبارة عن ساعة داخليّة قوامها 24 ساعة زمنيّة، تحرّكها غدّة ما تحت المهاد البصري للدماغ، وهي التي تحدّد موعد شعورنا بالتعب، كما أنها تتحكّم بأكثر من 100 وظيفة للجسم.
مثلاً، السابعة صباحاً وقت مثالي لتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، لأنّ الذروة في ارتفاع ضغط الدم تحدث عند الصباح. ومن المعروف أنّ نوبات الربو تزداد ليلاً. ويعود الأمر إلى أنّ إيقاع الساعة البيولوجية يتسبّب في خفض مستوى الهرمونات الطبيعيّة ليلاً، ما يؤدي إلى تقلّص في عرض الشعب والممرات الهوائية. ولذا، يؤكّد الباحثون أنّ وقت العلاج المتأخّر لما بعد الظهر يكون أفضل من الصباح.