-مغلفات مزينة باشكال جميلة ، وألوان لافتة للنظر تجعل كل من يشاهدها من بعيد يهرع سريعاً لإقتناء واحد منها ، دون العلم بمضارها أو فوائدها ، هذا المشهد يتكرر كثيراً أمام محال العطارة والأعشاب ، فكل من يشاهد هذه المغلفات المحتوية على خلطات عشبية شعبية يرغب باقتناء واحدة منها .
عقب اقتناء هذه الخلطات التي قد تفيد البعض ، تبدأ الشائعات بأنها أفضل خلطة ويجب على الجميع اقتناؤها ، ولكن لا يعلمون أن ما يفيد البعض قد يضر الغير فلكل شخص بشرة مختلفة عن الآخر . 

خلطات لعلاج الامراض الجلدية
مستشار الجلدية والتناسلية الدكتور إبراهيم مسك  قال ل « ابواب- الراي» عن هذه الخلطات :» كثرت في الآونة الأخيرة الإعلانات على صفحات الصحف وعبر التلفاز ، عن علاج الكثير من الأمراض الجلدية وبنتائج مضمونة مئة بالمئة ، وأمام جمعية اختصاصي الأمراض الجلدية العديد من الإعلانات الدعائية حيث يتصدى أصحابها لعلاج أكثر الأمراض الجلدية شيوعاً حسب ادعائهم كحب الشباب والصدفية والأكزيما والثعلبة والصلع وحساسية الرأس والجسم ، والفطريات فماذا بقي للإختصاصي أن يعالج ؟ .
فهو شئ لافت للنظر ليس لأهل الإختصاص وحسب بل حتى لعابر سبيل تلفت نظره هذه المغالطات «. 

الاخطار على البشرة
اختصاصي الأمراض الباطنية الدكتور عادل حمزة وصف «  عملية خلط الأعشاب « من أجل الحصول على علاجات طبيعية فقال  :» ان الغاية افادة البشرة، لكن من الممكن أنتيؤدي إلى حدوث تفاعلات تؤثر على البشرة ، فقد لا يكون لدى العطار خلفية طبية بأن خلط هذه الأعشاب يؤدي إلى أخطار على البشرة نتيجة تفاعلها ، عدا أن تفاعلات هذه الأعشاب مع الشمس يؤدي إلى العديد من المشاكل ، وعادة ما يقوم الأشخاص عند سماعهم بأن شخصا معينا استخدم هذه الخلطات واستفاد منها ، باستخدامها دون العلم بان ما يناسب غيرهم قد لا يناسبهم ، فالبشرة البيضاء يناسبها ما لا يناسب السمراء والعكس ، والمفترض أن تستخدم هذه الأعشاب بناء على نصيحة طبيب جلدية أو تجميل وبناء على أدوية مقررة ومدروسة ومقامة عليها العديد من الدراسات الوقائية للشمس من وزراة الصحة وغيرها ويوجد عليها كل التعليمات «.

التداوي بالاعشاب
وتابع د. مسك :» كنت اتمنى لو نشر مقال الدكتور عميش عميش حول التداوي بالاعشاب قبل عشر سنوات من الآن ومن اكثر من طبيب لإيقاف مد الدعايات عبر الصحف التي تعلن مجانا لدعايات كثيرة في استطباب كثير من الأمراض المستعصية في جميع الاختصاصات من الامراض السرطانية وامراض اخرى لا داع لذكرها ، في وقت عجزت فيه مراكز البحث العلمي في العالم لايجاد علاجات شافية لهذه الامراض بينما نرى على صفحات الجرائد كثيرا من المشعوذين يدّعون علاج هذه الامراض المزمنة بمستحضراتهم غير المعروف مصدرها واسمها ، ومع إمكانية توصيلها إلى المنازل بالمجان مكتفين بترك أرقام هواتفهم الخلوية للإتصال بهم وتوصيل الخلطة السحرية لشفاء المرض  ، فأصبح هناك كم هائل من الامراض التي تم القضاء عليها مئة بالمئة في الوقت الذي لم تستطع فيه كبرى مراكز البحث العلمي في الجامعات ان تقول ذلك». 

نباتات مفيدة للبشرة
من جانبها بينت اخصائية الامراض الجلدية والتناسلية « تجميل الجلد والليزر»  الدكتورة لانا بطارسة اهمية النباتات المفيدة للبشرة قائلة :» عُرفت النباتات منذ القدم كمواد للتجميل ومصدر لمستحضرات علاج الجلد والبشرة ، وتستعمل الاعشاب والمواد الطبيعية من قبل البعض كواقيات من الشمس بدلا من الواقيات الطبية الموجودة في الصيدليات ، ومن المعروف ان بعض النباتات تتميز بخاصية الحماية من اشعة الشمس اذ تحافظ على لونها ورطوبتها تحت تأثير اشعة الشمس ، كونها تحتوي على مواد مضادة للاكسدة تعمل على إبطال مفعول ما يسمى بالجذور الحرة الناتجة عن تفاعل الجلد مع الاشعة فوق البنفسجية في الاشعاع الشمسي»..

مواد طبيعية
وأضافت فيما يخص المواد الطبيعية التي تقي من الشمس :» من المواد الطبيعية التي تتميز بقدرتها على الوقاية من الشمسphenolic acid,ascorbic acid,tocopherol,flavonoid,amines,monoterpenes…، والاحماض الامينية وغيرها 
وتتواجد هذه المواد بكثرة في شجر الزيتون والتوت والعنب والباذنجان ولب القمح و عباد الشمس والسمسم وبذور القرع والافوكادو والجوز واللوز وتعمل على الحماية من اشعة الشمس بتنشيط المناعة في الجلد و تقليل الالتهابات وتنشيط بناء مادة الكولاجين وبذلك تتم الحماية من الجفاف 
والتصبغ والتجاعيد ومن المواد المتداولة ايضا  زيت السمك حيث يحتوي على مادة الكاروتين التي تحمي الجلد من الاشعة بفعل خاصية منع الاكسدة وهي نفس المادة الموجودة في الجزر ،
والشاي الاخضر الذي يحتوي على مادةipgallocatechin-3gallate  ، والشاي الاسود 
ويحتوي على tannic acid,theobromide,catechins,polyphenolic compounds ،
وتعمل هذه المواد ايضا على حماية الجلد من الشمس «. 

 استعمال واقيات الشمس
وفي نهاية حديثها قالت د. بطارسة:» الا ان معرفة العامة بهذه الحقائق يجب ان لا تكون سببا في الاندفاع الى استخدام الوصفات الشعبية والخلطات مجهولة المحتوى بدلا من الواقيات الطبية المحضرة باساليب علمية مدروسة والتي تحتوي بطبيعة الحال على بعض او كل المواد المذكورة اعلاه اذ ان وضع تلك المواد على الجلد بنسب خاطئة اوممزوجة بمواد غير مناسبة تنتج عنه ، الحساسية التماسية ، واسوداد الجلد ، وحروق الشمس نتيجة الحماية غيرالكافية ، والجفاف والتقرن ، بالإضافة إلى خطورة سرطانات الجلد في المستقبل ، فاستعمال واقي الشمس المناسب وحسب نصيحة الطبيب وبمعامل حماية كافي (SPF 15 ) او اكثر وباستعمال كاف ٍ يحمي الجلد ويبقي على البشرة نضارتها».

الاستخدام الخاطىء للخلطات
كما تحدثنا مع مجموعة من الفتيات، لمعرفة ما الخلطات التي يستخدمنها للوقاية من أشعة الشمس ، ولكن ما تشابه في حديثهن أنهن يستخدمن هذه الخلطات دون استشارة المختصين . 
تحدثت حنان عما تستخدمه للتخلص من النمش قائلة : « بسبب كثرة تعرضي للشمس ظهر لي النمش على وجهي ، وبدأت أبحث عن الحل والكثير من الناس وصفوا لي بعض المراهم المصنوعة من الزيوت كزيت اللوز والسمسم أستخدمها لإزالة النمش «. 
في حين ابدت سناء رأيها قائلة :» أستخدم الفاكهة من أجل نضارة بشرتي وحمايتها من الشمس فأضع «ماسكات» من الفاكهة على وجهي ليلاً ، وصباحا ولا أعتمد على الخلطات العشبية ابدا فأنا أحب الطبيعي فقط «. 
في حين تستخدم رنا خلطة مكونة من الأعشاب من أجل توحيد لون بشرتها بسبب تضررها من الشمس فقالت :» أستخدم خلطة مكونة من بعض الأعشاب كالنعنع والبقدونس والشاي الأخضر وأضع معها النشا من أجل تبيض البشرة وتوحيد لونها ، وصفوها لي وأستخدمها دون أن أستشير أي شخص بها «. 
أما داليا فتستخدم خلطة مكونة من الزيوت لوقاية بشرتها من أشعة الشمس فقالت : « أستخدم خلطة مكونة من مجموعة من الزيوت ، كزيت جوز الهند وزيت الزيتون ، وزيت اللوز والسمسم ، ومن أجل إحياء خلايا الوجه أستخدم الخضار والفواكه كالبطاطا والتفاح والجزر والبرتقال «. 
وعددت سلمى بعض الأعشاب، التي تستخدمها فقالت : «أستخدم عشبة الشوفان مع الحليب ، واستخدم البابونج والبقدونس واضع معها الليمون وزيت الزيتون والنشا «.