أنا ضد الاستثمار
أعداء الإستثمار كثر حتى أولئك الذين يعلنون صباح مساء أنهم من أشد داعميه , هم أعداؤه طالما أنهم لا يفعلون شيئا لمنع عراقيله.
آخر الحكايات أن مستثمرا شابا فكر في فتح مشروع ’ سرعان ما مل كثرة الإجراءات وتعدد الدوائر التي تزج أنوفها في التراخيص والموافقات وكثرة الناصحين والراغبين في منح إستشارات جبرية وتعدد الضرائب والرسوم وتنوعها وكثرة نقاطها غير المتبرعين للوساطة بأجر من أصحاب النفوذ ومن بعض الموظفين فقرر أن يتوقف, قبل أن يجد ضالته في دبي التي منحته أرضا بالمجان وحملت مشروعه على الأكتاف وذللت له كل المعيقات مدنية كانت أم أمنية, فأصبح مشروعه ناجزا وقد وفر أكثر من 200 فرصة عمل.
في أول قائمة أعداء الإستثمار صناع القرار الذين يقولون ما لا يفعلون ولا يحركون ساكنا في مواجهة الأفعال المعرقلة حتى لو إرتدت ثياب القانون , وبالمرتبة الثانية موظف أسندت له مهمة رقابية , قد يكون حاقدا وآخر له غاية وثالث يستفيد من المنافسة بين الشركات أو المصانع فيود أن يحقق مكاسب آنية أو يضمن له وظيفة لما بعد التعاقد أو مسؤول عمل مستشارا لجهة قبل أن يصبح مسؤولا ويرغب في تسديد الدين ويتبرع ببعض الوفاء وآخر يدفع نحو فتح باب الاستيراد لسلعة على حساب المنتج المحلي , هؤلاء لا يهمهم الإستثمار ولا يكترثون لمصلحة البلاد هم فقط يهتمون بمصالحهم الضيقة وبتكنيز جيوبهم بالعمولات وبدل الاستشارات وبادعاء الحماية وتخليص المصالح ويزعمون حظوة مشبوهة عند مسؤول ما لتيسير المعاملات.
آخر ما تفتق عنه عقل أمانة عمان أن دفعت بنظام يفرض رسوما مضاعفة على المطاعم والملاهي وأماكن الترفيه , في شكل جديد من اشكال التضييق , التي ستفضي الى تقاسم الرزق على حساب العمالة التي ستكون ضحية تخفيض الأجور وربما التسريح للوفاء بالرسوم الجديدة.
ضعف تنفيذ القانون لا يضعف الثقة بالإدارة العامة فقط بل يوفر مدخلا أو ثغرة يتسلل اليها المنتفعون والضحية الإقتصاد ومصالح الناس وهو سلوك يعادل السرقة ؟.
الدكتور جواد العناني نائب رئيس الوزراء للشؤون الإقتصادية وزير دولة لشؤون الاستثمار إتخذ مكتبا يقيم فيه في مبنى الهيئة العليا للإستثمار يستمع كل يوم الى مثل هذه الحكايات , وحتى لا تدخل من أذن لتخرج من الأخرى ينبغي توثيقها والتأكد من صحتها , وقد كان طيلة الأعوام الطويلة الماضية مطلعا على كثير منها من مقعده في القطاع الخاص.
تصريحات المسؤولين تتدفق صباح مساء بلسان واحد « أنا مع الإستثمار « لكن لسان حالهم يقول أنهم ضده , وعلى رأي المثل المصري الشهير « أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك استعجب؟.