0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الحرب بالوساطة في الخليج والبحر الاحمر

تختلط الأساطيل الحربية في الخليج العربي، وتجري مناورات كثيرة، وتحاذر من أي مشكل مع ممر هرمز لأنه بوابة النفط الخارج من منابعه في السعودية وإيران والكويت والإمارات.. والعراق. لكن كل ذلك لم يشكل إغراءً أحد من الجيران الأعداء، ومن صاحب القيادة لأسطول بكامله في المحرّق البحرينية، أن يطلق رصاصة على الآخر. فالحروب بينهم – الجيران الأعداء – تكون بالواسطة، أو في البر، كالحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات.

نتحدث عن الخليج المتوتر، الذي يمكن أن يكون ساحة حرب لولا أنه يجمع مصالح الجميع. لكنها وحدها تنفرد بشعار الموت لأميركا، وتحرير الأماكن المقدسة الإسلامية من النظام السعودي، ووحدها لم تتعد الصوت العالي، ومحاربة أميركا في لبنان أو اليمن أو أي مكان في هذا العالم عدا إيران ذاتها.

ولعل من الصرف أن نقف أمام خبر يدعو إلى التأمل:

– فالمرّة الوحيدة التي هوجمت بها سفينة حربية اميركية في الخليج العربي كانت في ايار عام 1987، واسمها ستارك، وتم تدمير جزء منها نتيجة اطلاق صاروخين من مقاتلة عراقية، قتل جراءها 37 ضابطا وبحارا، وجرح العشرات.

ولم تثأر واشنطن من «الخطأ» العراقي كعادتها وإنما قامت باستفزاز ايران، باسقاط طائرة مدنية للخطوط الجوية الايرانية في مياه الخليج وعلى متنها اكثر من مائة وخمسين راكبا، وقبلت طهران ان الحادث كان خطأ، ولم ترد عليه.. واستمرت المظاهرات في طهران: الموت لاميركا.. الموت لاسرائيل.

خلال الاسبوع الماضي وقعت توترات على الجانب الاخر.. عند باب المندب في البحر الاحمر، اذ اطلق الحوثيون صاروخا ايراني الصنع على سفينة حربية اميركية.. وبعد اربعة ايام اطلقوا صاروخا اخر وكان واضحا ان ايران (وروسيا طبعا) ارادا من ضربة الحوثيين، التي بقيت صواريخها بعيدة عن السفينة، جس نبض الادارة الاميركية، وردت فعلها، وحين تم ضرب اهدافا حوثية على ابواب خليج المندب بصواريخ توما هوك، وتم تدمير ثلاث محطات للرادار.

انتهى الدور الحوثي بالتبرؤ من اطلاق الصواريخ على المدمرة الاميركية, وأن اميركا كانت تتحرش بالحوثيين لتبرير قصف المقاتلات السعودية لمبنى النشاطات العامة في صنعاء اثناء حفل التعازي بأحد ضباط جيش علي عبدالله صالح.. وليس اثناء الجنازة.. وتشتيت انظار العالم عن هذه «الجريمة».

والبحر الاحمر اصبح الان المكان المناسب الاقل حساسية من الخليج العربي في صراعات القوى الاقليمية والدولية. فهناك قواعد ايرانية واسرائيلية وروسية, واميركية على سواحله, وهناك دول مفلسة وقاحلة وفاشلة تؤجر موانئها الى هذه القوى لقاء قروش ينهبها الحاكمون سعيداً في القارة السوداء.

المتشائمون في المنطقة يتحدثون عن حرب عالمية ثالثة. وكل شيء يتوقف على الروس والاميركان فطالمنا انهما يتصارعان بالواسطة.. أي بأطراف اقليمية فلا حرب بينهما. لكن المنطقة ستعاني كثيراً من الصراع على ارضها, وبدم ابنائها.