الإرهاب في الأغوار وفي حلب!
يروي جاك اوكونيل في مذكراته, ان المخابرات الاسرائيلية كانت تملك قائمة باسماء «الارهابيين الفلسطينيين» المرابطين في الاغوار الوسطى, لتبرير غاراتهم الجوية وقذائف مدافعهم على قراه الصغيرة ومخيم الكرامة, وذلك بعد حرب حزيران!!
ويروي رجل المخابرات الاميركية انه حاول مع زميله عبر النهر معرفة وصدقية هذه القوائم «للاهاربيين». فاكتشف بأن القوائم هي خليط من صفحات دليل الهاتف, وبعض اوراق ملقاة في دوائر الدولة قبل الاحتلال. وحين اكتشف الاردنيون والاميركان والامم المتحدة هذه الخديعة المضحكة.. توقفت التجارة الاعلامية «بالارهابيين الفلسطينيين» وقوائمهم.
ولعل التاريخ يعيد نفسه لكن بتغيير اسلوب الخديعة, واشخاصها. فالروس (وسوريو النظام) يرفضون وقف قصف مدينة حلب, لأن هناك 8000 ارهابي من النصرة. وسط ربع مليون سوري وهو قصف يمكن أن يستمر لأشهر طويلة. ومنذ خمس سنوات. وطالما أن موسكو تعرف عدد الارهابيين الذين يسيطرون على المدينة, فلا بد أن المخابرات السورية لديها قوائم بالاسماء.. تماماً كقوائم الموساد للفدائيين الفلسطينيين في الكرامة ومدن الاغوار الوسطى!
لقد تم تدمير داريا في غوطة دمشق, وتدمير ضاحية الوعر في حمص وغيرهما, وانتهت عملية التقتيل باستعداد المسلحين للانسحاب الى ادلب. ولم نر, ولم نسمع من مخابرات النظام ان هناك مئات او آلاف المسلحين, لو أنهم من المرتزقة الغرباء. والغريب أنهم بعد انسحابهم اورثوا اهلهم العجائز صفة الارهاب فارغموا على مغادرة بيوتهم الى مكان آخر. والحجة: طبعاً إعمار البيوت المهدمة لاعادة ساكنيها اليها جديدة.. كما كانت!!
هل داريا قريبة من قبر السيدة زينب؟ هل هناك من ينتظر السكن الى جواره من الذين جاءوا من افغانستان, والضاحية الجنوبية, ومدينة الصدر في العراق؟!
تتداخل الصور ونختلط بين تاريخ الارهاب في فلسطين والارهاب في سوريا. فالمسرحية هي ذاتها: الحرب على الارهاب, وتدمير مدن بكاملها, واقتلاع شعب من جذوره!!