..وقلّة صنعة
لا يحتاج العامل الأردني الى منافسة شديدة حتى يتخلّى عن مهنته أو وظيفته، فما ان تدخل أعداد كبيرة من أخوة وافدين من دولة شقيقة ما..حتى يتنازل طوعاً عن عمله ويجلس على دكّة الاحتياط مع فريق العاطلين عن العمل..
بعكس الطبيعة وبعكس أعراف العمل البديهية ، بدلاً من ان يقدّم العامل الأردني أجراً منافساً أو جودة فائقة في تنفيذ المهمّة ليكسب رزقه ، فإنه يفضّل أن يترك الجمل بما حمل للشقيق الوافد ويمارس “الولولة الوطنية”…أبدا القضية ليست عنصرية ولا “ضيق عين” هي غيرة على أبناء البلد الذين يستسهلون الجلوس في بيوتهم على السعي في مناكبها …صدقوني هذه بعض الأمثلة التي رصدتها في حارتي دون زيادة او نقصان:
شاب في بداية العشرينات كانت مهمّته الوقوف باب الكافيتريا خلف الصّاج ،ليعدّ الفلافل في كيس الزبون، وكل نصف ساعة حتى يرفع لشعلة الغاز أو يخفضها حسب نضوج أقراص الفلافل داخل الزيت وحسب حركة البيع ..كان يتقاضى على ذلك العمل 200ديناراً…وحسب علمي هذه المهنة لا تحتاج إلى عتالة ولا إلى عضلات ولا إلى حفر في الصخر …منذ أسبوع تقريباً رأيت شابّاً سورياً يقف مكانه ويقوم بنفس المهمّة ..سألت عن الشاب الأردني فقالوا لي لقد ترك :” لأنه مش موفيه معه”..
صاحب صالون حلاقة في موقع استراتيجي وسط السوق تقريباً ، ضمّن صالون الحلاقة لشاب سوري..وهو بقي يمارس القزدرة أمام المحل ساعات النهار ..وتشغيل الأرجيلة عند الغروب هو وباقي جيرانه الذين ضمّنوا محلاتهم..
آخر كان يملك سوبرماركت كبير على شارعين المحلات “ملك لوالده” أي انه لا يدفع بدل إيجار ولديه في المحل تلفزيون بلازما 32 بوصة وكرت “الجزيرة الرياضية” ، الحركة التجارية نشطة جداً على متجره والمخازن مملوءة بضاعة ، ومع ذلك سلّم المبيعات والكاش لشاب سوري ، وجلس في البيت ينتظر “الدفاع المدني” حتى يطلب شباباً للتجنيد…
المدهش ان الشقيق السوري يأخذ راتباً ومساعدات مالية وعينية من المنظمّات العالمية والجمعيات الخيرية ومع ذلك يبحث عن عمل لكي يحسن دخله ويكسب لقمة عيشه بتعبه..وابن البلد ليس لديه أي مصدر دخل سوى كدّه ومهنته متسلحاً بأفضلية انه (على أرضه وبين جمهوره) ومع ذلك ليس لديه صبر على المنافسة او “المحاشكة”..
صحيح: فيش حواليكو واحد يكتب عني هالزاوية!!
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com