0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أوباما قلق وفرنسا محبطة!

عندما تكون فرنسا محبطة وتشعر بالعجز، مثلها مثل كل الدول الأوروبية، تجاه ما يفعله الروس والإيرانيون في حلب وعندما لا يملك الرئيس باراك أوباما، الذي بات يجهز حقائبه لمغادرة البيت الأبيض، سوى «التعبير عن قلقه» تجاه هذا العدوان البربري الغاشم على شعب كل ذنبه أنه إنتفض على «نظامه» الإستبدادي وعندما إزاء هذا كله يسارع بعض العرب إلى إختيار «المساحات الرمادية» فإن هذا ما يشجع فلاديمير بوتين على الإستمرار بعدوانه الغاشم ومواصلة تحدي كل دول الكرة الأرضية .

ربما أنه بالإمكان تفهم إكتفاء باراك أوباما، رئيس أكبر وأهم دولة في العالم كله، بالإعراب عن «قلقه» إزاء إرتكاب الروس لكل هذه الجرائم التي يرتكبونها في حلب وربما أنه بالإمكان أيضاً تفهم إعلان باريس عن «إحباطها»، حيث كما تقول: أنها تريد إنقاذ هذه المدينة السورية لكنها تشعر بالعجز، لكن أن يهرب بعض العرب إلى موقف اللاموقف وإلى المساحات الرمادية بينما تمزق شظايا القنابل العنقودية الروسية أجساد أطفال «الشهباء».. أطفال الأمة العربية .. أطفالنا فإن هذا ستنقله كتب التاريخ إلى الأجيال المقبلة كوصمة عار في جبين أمة تواطأت مع «الأعداء» الذين جاءوا من وراء الحدود ليدوسوا على كرامتها !!.

ربما أن ما لا نقاش فيه ولا خلاف عليه هو أن العرب كلهم، العاربون منهم والمستعربون، قد فرحوا بنهوض روسيا «الإتحادية» من كبوتها بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، الذي كانت أهم إنجازاته الحفاظ على التوازن الدولي بين الغرب والشرق، وراهنوا على أنها ستكون سنداً لهم وأنها ستدعم الشعوب العربية في التخلص من أنظمتها الظالمة والإستبدادية كما تخلص الروس من ظلم الحزب الواحد والقائد الأوحد.. لكن الخيبة كانت كبيرة وموجعة عندما بادر «الرفيق» فلاديمير بوتين إلى التعامل مع هذه المنطقة من خلال الإحتلال العسكري المباشر لسوريا ومن خلال إقامة قواعد عسكرية فيها وعلى غرار ما فعله قادة الإتحاد السوفياتي عندما أحبطوا إنتفاضة الشعب المجري في عام 1956 بجنازير الدبابات وبالحديد والنار وإحباط «ربيع براغ» بالقوة الغاشمة في عام 1968.

كنا نعتقد أن تعاطي فلاديمير بوتين مع الأزمة السورية بـ «دبلوماسية» القبضة المرتفعة وبالتلويح بالقوة العسكرية من أجل تحسين مواقع روسيا في المعادلة الأوكرانية ومنع حلف شمالي الأطلسي من إقامة قواعد لصواريخه الإستراتيجية في بعض دول أوروبا الشرقية المتاخمة لبلاده من الجهة الغربية لكن ما لبث أن تبين أن إعتقادنا هذا كان خاطئا وأن النزعة الستالينية لدى الرئيس الروسي هي التي جعلته يتصرف في سوريا كما تصرف أسلافه السوفيات في المجر (هنغاريا) وفي تشيكوسلوفاكيا ورومانيا وأفغانستان والدليل هو هذا الذي نراه في حلب والذي نراه في «حميميم» التي أصبحت عاصمة للدولة السورية وأيضاً الذي كنا رأيناه في إدلب وحماه ومعظم المدن والمناطق السورية .

لقد ثبت ، الا لأعمى بصر وبصيرة أو منحاز إلى الباطل ضد الحق، أن آخر ما يهم الروس والإيرانيون، بالنسبة لسوريا، هو القضاء على «داعش» و»النصرة» كما يدعون ويقولون وأن الهدف الحقيقي لهؤلاء وأولئك هو تطلعاتهم التوسعية وهو إستغلال ظروف عربية بائسة للتمدد الإحتلالي في هذه المنطقة وهنا فإن هذه مسألة يجب أن يفهمها عرب المواقف الرمادية الذين عليهم أن يدركوا أن من لم يتردد في ذبح حلب من الوريد إلى الوريد، كما يحدث الآن ، لن يتردد في الإنتقال إلى مدينة عربية أخرى وأن الوقوف من أطراف الصراع المحتدم في هذه المنطقة على مسافة واحدة لن يفيد أصحابه: و «ليس يُنجي موائلاً من حذارٍ .. طودُ عزٍّ أو حرة رجلاء « .