نعم… روسيا هي العدو الأول !
كل العالم إستجاب، من خلال مجلس الأمن الدولي، لتقرير المنظمة الدولية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول الهجمات الكيماوية في سوريا ووافق هذا التقرير إلاّ روسيا حيث قال مندوبها فيتالي تشوركين من قبيل التعطيل والتمييع: إن هذا التقرير غير كاف لتحميل دمشق المسؤولية: «لا أعتقد ذلك وبالطبع فإننا سنواصل تحليله.. وهناك حالتان تم تحميل الجانب السوري المسؤولية عنهما لكن لدينا أسئلة جدية للغاية حول هذا الشأن»..!!.
وهذا يؤكد مجدداً أن روسيا الإتحادية هي «صاحبة» هذه الحرب المدمرة التي بقي الشعب السوري يتعرض لها على مدى الخمسة أعوام الماضية وأنها المسؤولة عنها وهكذا فإنه غير مستبعد أنْ يكون الروس هم من إتخذ قرار ما جاء في هذا التقرير الدولي طالما أنَّ كل شيء في سوريا بات في أيديهم وطالما أن عاصمة «الجمهورية العربية السورية» الفعلية أصبحت قاعدة «حميميم» وليس دمشق التي لم تعد: «تعانق الشهب» كما كانت ذات يوم غدا بعيد جداً..!!.
على مدى كل هذه السنوات منذ بدايات إنتفاضة شعب سوريا العظيم في آذار (مارس) 2011 بقيت روسيا تنخرط مباشرة، عسكرياً وسياسياً وإستخبارياً، في عمليات التدمير التي حولت أجمل المدن السورية إلى أكوام من الحجارة والأتربة وأيضا في عمليات الذبح وتمزيق أجساد الأطفال وتهشيم جماجمهم وعمليات التهجير التي طالت أكثر من سبعة ملايين سوري وأقتلعتهم من بيوتهم وديارهم ونثرتهم في كل دول العالم القريبة والبعيدة.. وهذه أمور باتت معروفة ومؤكدة وتشهد على ذلك غارات القاصفات الإستراتيجية الروسية التي لم تتوقف عن إرتكاب مجازرها منذ بدايات الإحتلال الروسي قبل نحو عام وحتى الآن.
وبهذا فقد ثبت أن روسيا هي العدو الأول لسوريا ولشعب سوريا وأنها هي التي إرتكبت كل هذه الجرائم البشعة التي أرُتكبت في هذا البلد العربي وأنها بقيت تستغل رداءة الأداء الأميركي في عهد هذه الإدارة البائسة لتعطيل مجلس الأمن الدولي وكل الهيئات الدولية المعنية من إتخاذ أي موقف يضع حداًّ لهذه الجرائم وأنها فوق هذا وذاك من عطَّل (جنيف1) وحال دون الوصول إلى المرحلة الإنتقالية المقررة ومن أبقى على بشار الأسد ولو كشاهد زور ولا تزال تُبقي عليه .
وهنا فإنه غير بعيد ولا مستبعد أن تكون روسيا قد تسترت ولا تزال تتستر على فضيحة عقود ملايين الدولارات التي منحتها الأمم المتحدة خلسة، ويا للعيب، لهذا النظام السوري القاتل ولبعض رموزه إذ أنه لا يعقل ألاّ يعرف الروس المتسربة مخابراتهم في عروق الدولة السورية بكل هذه الإختلاسات وبكل عمليات النصب والإحتيال هذه التي كشفتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.
نعم لقد بات من الواضح إلاّ لأعمى بصر وبصيرة أو متآمر أشِرْ أنَّ روسيا، في ضوء كل هذا الذي جرى ويجري في سوريا، هي العدو الأول وأن بشار الأسد ومعه كل رموز نظامه هو مجرد واجهة فقط تُرتكب خلفها كل هذه الجرائم التي يرتكبها الروس والإيرانيون وهذا من المفترض أنَّ حتى العرب المؤلفة قلوبهم يعرفونه معرفة أكيدة