0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

ما هي الرسالة الخالدة؟

الشعار الذي كان يرفعه حزب البعث العربي (الاشتراكي) أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ، ماذا يعني؟.

الجزء الاول من الشعار الذي ينادي بوحدة الأمة العربية شعار مفهوم ، لا غبار عليه ، ولا يثير جدلاً ، ولا يحتاج للكثير من التفسير.

وأما الجزء الثاني من الشعار عن الرسالة الخالدة فليس مفهوماً ، ولم يتفق على مضمونه ، وليس له تفسـير رسمي في أدبيات الحزب ، وهناك تفاوت كبير في تفسير الأعضاء له ، فمنهم من قال أن رسالة العرب هي الإسلام. ويؤيد هذه الفرضية ما يقال من أن مؤسس الحزب ميشيل عفلق أسلم في آخر أيامه في العراق. وكان قد ألقى محاضرة في دمشق في أربعينيات القرن الماضي بعنوان في مولد الرسول العربي ، يعجز عن مجاراته في تمجيد النبي العربي أكابر الدعاة الإسلاميين.

لكن أغلبية البعثيين تعتقد أن هذا التفسير غير وارد في حزب علماني ، يضم عدداً كبيراً من المسيحيين في موقع القيادة.

يقول هؤلاء أن رسالة العرب الخالدة هي إسهام العرب في الحضارة الإنسانية ، بحيث لا تكون الامة العربية عالة على تقدم البشرية ، بل تعود كما كانت في وقت ما ، مركز قيادة التقدم والعلوم.

يقف في وجه هذا التفسير وصف رسالة العرب بالخلود مما قد يعني الثبات وعدم التغيير ، وهذا لا ينسجم مع التطور الحضاري المتجدد.

لم يكن يخطر ببال ميشيل عفلق أن يصبح إسهام العرب في العصر الراهن في نظر العالم هو الإرهاب الذي يثير الرعب ويضرب بشكل عشوائي في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية ، ولا تسلم منه الشعوب العربية في سوريا والعراق ومصر وتونس وليبيا واليمن.

نعم رسالة العرب اليوم في نظر العالم هي الإرهاب ، فهذا ما نستطيع تقديمه للإنسانية: دماء وأشلاء في الشوارع والمحال العامة لأناس أبرياء لا علاقة بهم بالسياسة.

يقول مراقب أجنبي: ليس كل العرب إرهابيين ، ولكن كل الإرهابيين تقريباً عرب. بل إن الحال وصل إلى درجة أن اهل المتهم بالإرهاب يحاولون تبرئته بالتأكيد على أنه ليس متديناً وأنه لا يصلي!!.

في محاضرة لأستاذ أميركي تساءل عما إذا كان العالم سيكون أفضل لو أن المحيط ابتلع أميركا فلم يعد لها وجود ، وقد اختلفنا على الجواب وكان يجب أن نسأله ما إذا كان العالم سيكون أفضل حالاً لو اختفى العالم العربي من وجه الأرض!.

لم يعد مطلوباً منا أن نقود الحضارة العالمية ، فنحن عالة عليها ، يكفي أن نكف شرنا عن الإنسانية.