دعوة إيرانية للأسد بالانتقال إلى طهران !
عندما يكشف مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق أمير عبداللهيان، المعروف بقربه من أصحاب القرار في بلده، النقاب وفي هذا الوقت بالذات عن أنَّ إيران طلبت من بشار الأسد خلال السنوات الماضية «على الأقل مرتين» أن يصطحب أسرته للراحة في طهران أو في أي مدينة إيرانية أُخرى فإنَّ هذا يعني أنَّ هذا الأمر غدا مطروحاً مُجدداً في ظل التفاهم الطاريء بين تركيا وروسيا وإيران لإيجاد حلٍّ للأزمة السورية، التي إستطالت كثيراً، على أساس «جنيف1» والمرحلة الإنتقالية التي لا يزال الأتراك يصرون على أنه لا وجود ولا مكان للرئيس السوري فيها!!.
ولعل ما يشير إلى جدية هذه المسألة أن هذه هي المرة الثانية التي يذكر فيها اللهيان توجيه مثل هذه الدعوة للأسد وأن وزير المخابرات الإيراني كان قد قال هو بدوره في الخامس والعشرين من نيسان (إبريل) الماضي أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني قد أبلغ الرئيس السوري أنَّ بإمكانه التوجه إلى إيران برفقة أسرته حتى يتمكن، أي قاسم سليماني ، من قيادة قواته «في الحرب السورية» .. لكنه رفض وقال أنه يفضل البقاء حتى النهاية . وهنا فإن أغلب الظن أنَّ هذا الرفض قد جاء من المحيطين بالرئيس السوري الذين يعتبرون أنَّ مصيرهم يتوقف على هذه المواجهة وأنه عليهم أن يقاتلوا حتى اللحظة الأخيرة .
إنه لا دخان بلا نار ولذلك وعندما يكشف اللهيان، الذي كان غادر موقع مساعد وزير الخارجية الإيرانية إلى موقع أكثر أهمية هو المساعد الخاص لرئيس برلمان إيران علي لاريجاني الذي يحظى بدعم قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وفي هذا الوقت بالذات وبعد كل هذا التقارب الروسي – الإيراني – التركي على أساس حل الأزمة السورية بالمفاوضات والوسائل السياسية عن هذه المعلومات الخطيرة فإنَّ هذا يدل على أن رحيل بشار الأسد بات مطروحاً ومتداولاً وحقيقة أن هذا الحل كان مطروحاً ومتداولاً منذ البدايات أي منذ قبل خمسة أعوام وأكثر.
وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى أن وكالة «إيسْنة» الإيرانية، حسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ، كانت قد أثارت نقاشاً حول هذه المسألة في بدايات الشهر الماضي عندما نشرت صورة لفتاة في ميدان سباق الخيل في طهران قالت أنها لإبنة بشار الأسد لكن السفارة السورية هناك نفت ذلك بينما قالت وكالة «مهر» نقلاً عن مصادر في هذه السفارة أن هذه الصورة تعود لإبنة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري.
في كل الأحوال، وبعيداً عن أيَّ أمانٍ ورغبات، فإنه عندما تصل الأمور إلى حدِّ أنَّ الروس هم الذين يعلنون عن وقف إطلاق النار لثلاث ساعات في حلب وعندما يكون قاسم سليماني هو القائد الفعلي للقوات «العربية» السورية فإنَّ هذا يعني أنَّ بشار الأسد أصبح مجرد صورة معلقة على جدران المؤسسات الرسمية السورية وهكذا وبالتالي فإن حلَّ هذه الأزمة بالوسائل السياسية، الذي يبدو أنه بات جدياًّ بغض النظر عن بعض الخلافات في التفاصيل، لا يمكن أن يتم إلاّ برحيل الرئيس السوري ومعه زبانيته وبعض رموز حكمه سواء لإيران أو لروسيا أو إلى أي دولة تقبل به في الكرة الأرضية .
إن هناك الآن لعبة أمم واضحة كل الوضوح بالنسبة للأزمة السورية وأن هذه اللعبة ستأخذ في طريقها بشار الأسد وغيره فألاعيب الإمم لا ترحم أحداً والمثل الأردني يقول :»إذا هبْ هواك ذريِّ على ذقن صاحبك» ويقيناً أنَّ إيران ومعها روسيا «ستذريان» على ذقن بشار الأسد إذا تحققت مصالحهما المنشودة في أيَ تسوية يتم التوصل إليها إن الآن وإن في المستقبل القريب ولهذا فإنَّ ما قاله اللهيان حول طلب بلاده من الرئيس السوري أن يرحل بعائلته إليها أو إلى أي مدينة إيرانية أخرى يدل على أنَّ وراء الأكمة ما وراءها.. وأن الأيام المقبلة ستشهد تحولات كثيرة .