وزارة الاوقاف وتنظيم رحلات العمرة..
حتى الان ما زالت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية تركز جهودها وترتيباتها بموسم الحج، فبصماتها انحصرت بموسم الحج فقط، مع عدم التركيز على رحلات العمرة.
وزارة الاوقاف مطالبة بالاطلاع على البرنامج الخاص بكل مكتب للعمرة والتأكد من صلاحية الحافلة من حيث توفر دورة المياه والمقاعد المريحة والزام كل شركة بوجود سائق مساند للسائق الاساسي على غرار ما هو متبع في رحلات الحج، لان بعض السائقين يواصلون السير لأكثر من ثلاثين ساعة دون أية راحة.
لقد وقعت العديد من الحوادث المؤلمة للمعتمرين لان السائق لم يكن قادراً على التحكم بالقيادة بعد أن اخذ منه التعب كل مأخذ، وأننا نذكر بألم بالغ الحادث المروع الذي اودى بحياة خمسة عشر معتمراً فلسطينياً لقوا مصرعهم في منطقة العدسية قرب ناعور بعد عودتهم من الاراضي الحجازية المقدسة، ان الذين نجوا من الحادث اكدوا بأن السائق فقد السيطرة على الحافلة، لانه كان في غاية الاجهاد والتعب.
كما نذكر الحادث المروري المروع لحافلة معتمرين اردنيين في منطقة مكة المكرمة في العام الماضي، وأدى الى وفاة ثلاثة معتمرين اردنيين واصابة سبعة آخرين بجراح.
عدد من المعتمرين الاردنيين يروون لنا كيف أن بعض سائقي الحافلات يرفضون الاستراحة على الطريق بين تبوك والمدينة المنورة، أو مكة المكرمة، وأنهم يضطرون وخلال ساعات الليل الى التواصل مع السائق، والتحدث معه، وتقديم الشاي والقهوة له حتى لا يسهو، ويفقد السيطرة على الحافلة، ويحدث مالا يحمد عقباه.
تعيين سائق آخر خلال الرحلة لن يكون تكلفته عالية، حتى ولو أدى الى اضافة مبلغ بسيط على كل معتمر، وأنه يمكن توزيع السائقين الاضافيين في بعض المحطات على طول الحدود الاردنية السعودية، ووفق برامج يتم وضعها لهذه الغاية بحيث يتم تحديد ساعات عمل السائق، خاصة وأن هذه الحافلات ستتوقف في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة للراحة، ولا حاجة لوجود سائق آخر.
لقد الزمت وزارة الاوقاف جميع شركات النقل الخاصة بالمعتمرين بتوفير حافلة إضافية فارغة وسائقها تتبع حافلات العمرة بعد انطلاقها، من باب الاحتياط في حالة تعطل، او توقف احدى الحافلات.
وزارة الاوقاف يجب أن تزود كل معتمر بنشره توضع له كيفية أداء مناسك العمره بدلاً من أن يقع تحت رحمة الاخرين وخلافاتهم وأن تعمد الى اختيار مرشد ديني في كل حافلة مقابل اعفائه من اجور النقل والاقامة.
بعض شركات الطيران الخاصة، تنظم رحلات جوية للمعتمرين وبمبالغ معقولة، لكنها لا تلتزم بمواعيدها، حتى ان بعض المعتمرين أكدوا بأنهم أمضوا أكثر من 12-20 ساعة في مطار جدة الدولي، بانتظار طائراتهم وأنهم تمنوا لو ذهبوا عن طريق البر بدلاً من بقائهم في المطار دون أية خدمات أو حتى اعتذار من الشركة أو حتى تقديم وجبة طعام لهم.
موضوع العمرة يجب أن يكون اكثر تنظيماً واكثر دقة، خاصة وان الاف المواطنين يؤدون العمرة كل عام، معظمهم في شهر رمضان.