سيوف خشبية

«الحال من بعضه» وجميع مشاكلنا متشابهة كأسنان القرش، ونحن نقع في ذات الأخطاء والخطايا بتكرار ممل كبيان وزاري..بالطبع أتحدث عن الدول العربية جمعاء ، من المحيط الهادر الى الخليج المابعرف شو؟

أتحدث عن قضية حصلت، وما تزال، في العراق ، لكن رد فعل الحكومات العراقية هو ذات رد فعل بقية الحكومات العربية، لو حصلت ذات القضية في لدنهم، فهي ردود خارج سياق المنطق والعقل، بالتأكيد.

القصة وما فيها أن الحكومة العراقية اشترت قبل بضع سنوات أجهزة إلكترونية من شركة بريطانية يحملها رجال الشرطة لتفتيش الناس على الحواجز وفي كل مكان ، وهي عبارة عن عصا إلكترونية من واجبها أن تكشف المتفجرات اذا حملها شخص ما.وقد تم توزيعها على رجال الشرطة منذ ذلك الزمان.

بعد فترة اكتشف البريطانيون أن الرجل صاحب الشركة نصاب عالمي، وأن تلك العصي الإلكترونية مزيفة تماما ولا تكشف شيئا ، لذلك تم اعتقاله وايداعه السجن، ومحاكمته- ما تزال مستمرة- بتهم أقلها المسؤولية عن قتل عشرات وربما مئات الأشخاص الذين ماتوا بتفجيرات انتحارية أو غيرها بسبب عدم كفاءة هذه الأجهزة في كشف المتفجرات.

الحكومة العراقية أخذت علما بالموضوع قبل سنتين تقريبا ، وغضب المسؤولون وأزبدوا وطالب البعض بمحاكمة المسؤولين الذين أجازوا الصفقة، بتهمة الفساد…ولم يحصل لهم شيء طبعا . لكن هذا ليس المهم ….!

اليكم المفاجأة:

ما يزال رجال الشرطة في العراق يحملون ذات العصي المزيفة ويفحصون الأشخاص بواسطتها…وما تزال محاكمة الرجل جارية في بريطانيا.

لم يبق لي كلام ..سوف اسد بوزي وأسكت عن هذه الممارسة العربية بامتياز.

ghishan@gmail.com