0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

التطبيع واحتفالات بالعبري

ليس من نافل القول ان السياسي العامل او الرسمي لا يخضع لاشتراطات غيره في تفسير التطبيع , بعكس النائب او المثقف او الاقتصادي او غيره , فقيام نائب او اقتصادي او سياسي غير عامل بزيارة الى سفارة المحتل او كيانه الغاصب جريمة لا تغتفر حتى لو كانت الى رحاب المسجد الاقصى المبارك , بعد ان أفتى الشيخ رائد صلاح احد حرّاس الاقصى بعدم جوازية الزيارة بفيزا اسرائيلية الى القدس وغيرها سواء للزيارة او لتقديس الحجة او للسياحة وافتى الرجل بذلك من دافع وطني وقومي واسلامي وليس دينيا في حوار مع الدستور قبل اشهر قليلة .

ففي الوقت الذي يستعد فيه اللاجئون لاحياء ذكرى النكبة واللجوء والتهجير بكل مرارة الارض , تتناقل وسائل الاعلام خبر زيارات الى الكيان العبري والى حضور شخصيات لحفل السفارة العبرية بذكرى النكبة بعد ان حولتها دولة الاحتلال الى عيد استقلال , اي ان ثمة اعتراف بالعيد وتأييد لدولة الاحتلال وتأكيد لقبول اللجوء وربما يتطور الامر فنعتذر عن استغلال اراضينا لالاف السنين بعد ان تاه العبرانيون عن ارضهم .

السنة العبرية ومواقيتها تؤكد ان الاحتفالات قائمة وعلى قدم وساق , وان حضورا مميزا تشهده قاعات الاحتفالات من شخصيات عربية اردنية وفلسطينية مع مشاركة سورية للمرة الاولى , ولعل من يحاول نفي الحضور يستند الى مواقيت السنة الشمسية في استغفال لوعينا وذاكرتنا , واصبح الربيع العربي فاتحة لتطبيع من العيار الثقيل بعد ان دخل عرب جدد الى قائمة الزوار المباركين .

نهضة الشعوب العربية وربيعها المستمر لم يستهدف فتح باب السفارات العبرية ولا زيارة الاحتلال ومصافحة جلاديه , بل استهدف استنهاض المارد العربي كي يتخلص من الفساد والديكتاتورية التي اضاعت فلسطين واضاعت حلم الشعوب العربية , وانشغال الشعوب الان بتفاصيلها القطرية وبرامجها الوطنية لا يعني السكوت او الصمت او استثمار الحالة على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة , فما زال في مصباحنا زيت يستضاء به لانارة الدرب امام الجيل العربي الشاب الذي صنع ربيعه الخاص ولم ينجح في قطف ثماره .

الزيارات المؤسفة يجب ان تواجه بقسوة وبقوة , ويجب ان نؤكد للشارع الشعبي ان من يعبث في الداخل الوطني تحت عناوين تفرقة مثل المحاصصة والتجنيس يعبث في الوجدان الكلي للامة وللاوطان , وان من يستسهل مصافحة الجلاد تهون عليه البلاد والعباد .

مفارقة الربيع العربي الغريبة والعجيبة ان بعض دعاة الحرية يركضون نحو الغرب ونحو اسرائيل ويفتحون الصدور لهم , ويشبعونا بطولات في زمن عنوانه الرئيس الهزائم فمن اين جاء كل الابطال الجدد ؟ وكيف ينجب رحم مهزوم ابطالا صناديد ؟ ثمة اسئلة توجع القلب ولكن طرحها واجب للحصول على اجابات تنير الدرب وتكشف الغثّّ من السمين وتزيل قناع القداسة عن سلوك الدناسة .

يمكن اللعب بالالفاظ ويمكن تبرير الهزيمة وتحويلها الى نصر او خسارة مشرّفة ولكن لا احد يملك تبرير زيارة سفارات الكيان الغاصب ومصافحة الجلادين , او ايجاد تعبير او تعريف اخر لها الا اسم واحد أتعفف عن ذكره على صفحات صحيفة تضع الاقصى والبتراء على صدر ترويستها وشعارها.

omarkallab@yahoo.com