عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

استمرار لعبة التقافز

لم يفهم الاوروبيون العلاقة بين محاولة انقلاب الجيش التركي، باعتقال الفين وسبعمائة قاض ومدع عام، في الاربع والعشرين ساعة الاولى لانكشاف المحاولة.
نفهم اعتقال ستة الاف عسكري وبينهم قادة وكبار ضباط القوات المسلحة، ولكن ما علاقة ذلك باعتقال الفين وخمسمائة موظف من وزارة المالية.
الظاهر ان الرئيس اردوغان فهم فشل الانقلاب العسكري على انه كما يقول وزير الخارجية الفرنسي، على انه يحمل شيكاً على بياض، يبرز ملاحقة كل من يعارضه، فالقضاء سجل اكثر من الفي دعوى قضائية ضد صحفيين او حتى اصحاب الحسابات على «الفيس بوك» و»تويتر» بتهم «إهانة رئيس الجمهورية».
ومشكل اردوغان – كما هو واضح – هو مع الداعية فتح الله غولين، والمنظمات التي يديرها ويمولها، من الولايات المتحدة حيث يقيم، وهذا الداعية هو الذي ناصر اردوغان وحزبه، وجنّد المدارس التي انشأها والجمعيات والنوادي لانجاح حزب التنمية والعدالة. ولسبب ما ليس معروفاً لدينا حدث الصدام التقليدي بين الرجل الاول والرجل الثاني, وهذا النوع من الصدام حدث بينه وبين عبدالله غول اول رئيس جمهورية, وأول رئيس وزراء, وداود اوغلو وزير الخارجية ثم رئيس وزراء. ورغم أن اردوغان جمّد نشاطهم السياسي, الا انهم وقفوا حوله في الدعوة للتظاهر.
فتح الله غولين لم يكن ابداً انقلابياً ولم يعتمد على الجيش الكمالي العلماني في دعوته لاسلام معتدل, ولذلك فمحاولة الصاق تهمة الانقلاب به غير مقنعة. وذلك لا يمنع طبعاً وجود خلايا تتصل به في الجيش والأمن.
ويبدو ان اردوغان يجيّر وقوف الشعب في وجه انقلاب عسكريين اعتادوا على الانقلابات, الى تأييد مطلق لشخصه, ولصلاحياته, ويضع كل الحق على غريمه.. وهذا سيخرّب علاقاته مع الولايات المتحدة التي سارعت الى التنبيه بأنها لا تسلم غولين لمجرد ان الرئيس التركي يطالب بطرده وتسليمه, فيجب أن تقبل المحاكم الاميركية بالأدلة الدافعة التي تقدمها وزارة العدل التركية ضد غولين.
اغلب الظن ان اردوغان بمصالحته لروسيا واسرائيل، كان مطلعاً عبر مخابراته على تحضيراته الانقلاب.. وكان يهدف الى ضرب قواعد وشبكة انصار غولين.. وخاصة في القضاء واجهزة الشرطة والجمعيات والمدارس والجامعات.
اردوغان سيصطدم بأميركا وأوروبا، لهذا اقترب من الروس واسرائيل، ورمى رئيس وزرائه سنارة «العلاقات الجيدة» مع نظام الأسد وانصار ايران في العراق.
اردوغان لن يتغير، فهو سيستمر في التقافز بين الأضداد.