0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

رغم أنف كل حاقد: الإرادة تصنع الطريق

كتب – مأمون الخوالدة

 

في عالمٍ يموج بالصراعات والضغائن، تبرز الإرادة الحرة كقوة لا تُقهر؛ تلك الإرادة التي تقف شامخة في وجه التثبيط، وتقاوم بصمتٍ الجراح المفتوحة. كل نفسٍ سامية لا بد أن تمر بمحطات من الشك والسخرية والافتراء، غير أن النفوس العظيمة لا تركن للضعف، ولا تنكسر تحت وقع النظرات المشبعة بالحقد أو الكلمات المسمومة.

فكم من إنسانٍ سطع نوره وسط عتمة الحاقدين، وكم من حلم نبت في أرضٍ جافة، لأن صاحبه آمن به رغم السخرية والتشكيك. الجمال ليس رفاهية، بل هو موقف وجودي؛ فالسعي نحو الجمال هو تحدٍّ لكل تشويه، ومحاولة بائسة للحدّ من التألق، وهو قرار لا يتخذه إلا من آمن برسالته، وارتضى أن يدفع ثمنها دون تردد.

إننا لا نسير بدافع الرغبة في رضا الآخرين، بل بدافع الشغف بما نحب، والإيمان العميق بأن ما نفعله يستحق أن نُكمل فيه، مهما ثقلت الخطى، ومهما تعالت الأصوات الناقمة. فالكتابة ليست كلمات عابرة، بل أثرٌ يصنعه القلب قبل القلم، ويثبّته الصدق قبل البلاغة.

التقصير لا يعني الفشل، بل هو دلالة على أن الطريق كان حقيقيًا بما يكفي ليجعلنا نتعثر. فقط من يعمل هو من يخطئ، ومن يتوقف لحظة ليس ضائعًا، بل متأمل يعيد ترتيب بوصلته، ويعود بعدها أقوى وأكثر صفاءً. العودة إلى نصاب الأمور لا تعني الضعف، بل تعني أن الطريق ما زال حيًا في القلب، لم ينطفئ ولم يُنسَ.

أما الحقد، فإنه أضعف من أن يقف في وجه من قرر أن يصنع مجده بذراعيه؛ من قرر أن يكتب رغم كل محاولات الإخماد؛ من رفض أن يكون نسخة باهتة مما يريدونه، وأصرّ على أن يكون كما يريد هو.

نحن لا نرد على الحاقدين بالكلام، بل بالفعل. لا نقف في مواجهة السلبية بالشتائم، بل بالإنجاز. كل لحظة نجاح هي صفعة باردة على وجه من أراد أن يُسقطك، وكل إنجاز مهما صغر هو صوت عالٍ يقول: “أنا هنا، رغم كل شيء.”

نحن لا نُكتب بإذن أحد، ولا نتقدم باعتذار لأحد. نحن نُكتب لأننا نستحق، وسنواصل لأننا نؤمن، وسنحوّل كل تقصير إلى عودة ناصعة، حتى تعود الأمور إلى نصابها، كما يجب لها أن تكون.