0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الأردن بين ثبات الدولة وتزييف المعارضة: الهيئة الخيرية الهاشمية أنموذجًا للإنسانية

 كتب  .مأمون الخوالدة

 

في ظل الأزمات الإقليمية والتحولات السياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة العربية، ما تزال المملكة الأردنية الهاشمية تقدم نموذجًا استثنائيًا في الثبات الوطني والموقف السياسي المتزن، رغم الضغوط والتحديات المتراكمة التي تواجه الدولة الأردنية داخليًا وخارجيًا. فقد حافظت القيادة الهاشمية على نهج الحكمة والاعتدال، مؤمنة بأن التماسك الداخلي وحماية الأمن الوطني هما أساس الصمود الحقيقي في وجه العواصف التي تمر بها المنطقة.

إلى جانب ذلك، يقف الأردن في مواجهة حملات تضليل ممنهجة تقودها جهات اختارت لنفسها موقعًا خارج دائرة المسؤولية الوطنية تحت مسمى المعارضة. لكنها في حقيقتها لا تقدم مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، بل تكتفي بإثارة الشكوك وترويج الأكاذيب في محاولة لتقويض الثقة بين الشعب ومؤسسات دولته. وهو ما يكشفه حجم التناقض بين الخطاب الواقعي الذي تنتهجه الدولة والخطاب الانفعالي المضلل الذي تمارسه هذه الجهات المعارضة الكاذبة، التي استثمرت الأزمات لتعزيز وجودها الإعلامي دون تقديم حلول أو تصورات ناضجة قابلة للتطبيق.

وفي ظل هذا المشهد المتأرجح بين المسؤولية الوطنية والتزييف الإعلامي، تواصل مؤسسات الدولة دورها في تعزيز منظومة العمل الإنساني والاجتماعي من خلال جهود حقيقية ومستمرة تؤكد أن الأردن لا يكتفي بالصمود بل يواصل دوره كبلد يقدم العون والمساعدة لكل من يحتاجها دون تمييز أو حسابات ضيقة. ومن أبرز تلك المؤسسات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي مثلت على مدار السنوات ذراعًا إنسانية حقيقية للدولة الأردنية. حيث انطلقت منذ تأسيسها في بداية تسعينيات القرن الماضي كإطار مؤسسي منظم للعمل الخيري والإغاثي، واستطاعت أن تقدم نفسها كنموذج فاعل في تقديم المساعدة للداخل والخارج عبر برامج متكاملة تشمل تقديم المواد الغذائية للأسر المحتاجة، وتأمين الرعاية الطبية للمجتمعات الفقيرة، وتوفير الدعم في حالات الكوارث الطبيعية والحروب. كما كان للهيئة دور كبير في دعم اللاجئين السوريين وتخفيف العبء عن المجتمعات المستضيفة داخل المملكة من خلال شراكات مع منظمات دولية وهيئات أممية.

هذا الدور الإنساني لم يكن مجرد استجابة آنية للأحداث، بل نابع من رؤية هاشمية راسخة بأن الأردن بلد الرسالة والكرامة لا يتخلى عن دوره تجاه الإنسانية حتى في أحلك الظروف. وهو ما جعل المملكة تحظى باحترام إقليمي ودولي كبير باعتبارها دولة ذات مصداقية في خطابها الإنساني والسياسي على حد سواء.

وفي وقت تنشغل فيه بعض الأصوات بمحاولات التشويش على صورة الأردن، فإن الواقع يثبت أن الدولة لا تبني مشروعها على ردود الأفعال بل على السياسات المتزنة والعمل الجاد والمؤسسات التي لا تتوقف عن العطاء والتطوير. وبين من يسعى إلى الهدم عبر الشاشات والمنصات، ومن يختار طريق البناء والإنجاز، يبقى الأردن عنوانًا للثبات والحكمة والإنسانية.

أما دور الهيئة الخيرية الهاشمية في دعم غزة، فقد كان دائمًا محوريًا في تقديم الدعم الإغاثي والطبي في أوقات الأزمات. تعاونت الهيئة مع القوات المسلحة الأردنية لإرسال قوافل الإغاثة بشكل دوري، كما قامت بتأسيس مستشفى ميداني دائم في غزة، مقدمة خدمات طبية متكاملة. وبفضل شراكاتها مع منظمات دولية، استمرت الهيئة في تأمين الاحتياجات الأساسية لسكان غزة في أوقات الحروب والعدوان، لتكون بذلك شاهدة على التزام الأردن بمواقفه الإنسانية الثابتة في ظل الظروف الصعبة.

ويستمر الأردن في تقديم نفسه كداعم حقيقي للإنسانية في المنطقة، معززًا ثباته الوطني ومواقفه السياسية المتزنة رغم التحديات. وتظل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية نموذجًا حيًا لهذا الالتزام الإنساني المستمر. وبينما تسعى بعض الأصوات إلى التشكيك في مصداقية الأردن والتقليل من دوره الإنساني، يظل الأردن بعيدًا كل البعد عن الشبهات، ويستمر في التمسك بقيمه الثابتة، مؤكدًا أنه لا يزال في طليعة الدول التي تسعى لتحقيق الأمن والسلام والكرامة الإنسانية.