أنتِ الماء وأنتِ النار … كوني أنتِ الحياة
يصفون الأنثى بأنها: امرأة مزاجية .. متمردة .. عصبية .. مغرورة؛ وهذا غير صحيح إلى حد ما، بل هي تبتسم وكأنها لم تشعر بالألم يوما، تضحك وكأنها لم تجرب البكاء للحظة، هي امرأة قوية ترتدي همومها كما لو أنها ترتدي الكعب العالي الذي يزيدها إرتفاعا وشموخا وأناقة؛ فجمال المرأة يكمن بأن تكون على حقيقتها بلا تزييف لشكلها أو أخلاقها أو رغباتها أو سعادتها لترضي مجتمع، وإنما جمالها جمال عقلها وأهتمامها براحتها النفسية؛ فالمجد لكل امرأة مجنونة … قوية … متمردة … داخلها طفلة.
عزيزتي حواء …. أول خطوة لتفعيل هذه الطاقة هي أن تضعي نفسك بالأولوية ولا تبددي طاقتك بأي شيء لا يخدم سعادتك، وتراجعي كل الأفكار المعبرة عن الغير والتضحية!! فمحيطنا يحتاج أفراد سعداء؛ أما ثاني خطوة ثقي أن البسمة الساحرة المليئة بالألق والجمال والثقة والاصرار والتميز هي وحدها من يدلكِ على ما غاب عن ذهنكِ بشيء من اللطف والتشافي لقلوب اتعبتها هذه الحياة؛ ثم دللي نفسك كثيرا و اعشقي ذاتكِ بعمق وتذكري دائما أنتِ فقط من يستحق.
أحبي في نفسي الحب والسعادة والطاقة المتجددة، التي كلما استخدمتها تزداد وتتسع سبل الراحة والسلام الداخلي لديكِ؛ وكلما كانت روحكِ جميلة محببة وقلبكِ أبيض نقي ونظيف كلما ازدادت ملامحكِ نورا وألقا وألتفوا جميعهم حولك؛ والسر ليس بالشكل او باللون ولا حتى الشهادات والمال لفرض السيطرة ….. إنما السر بالروح والقلب.
عزيزتي حواء … أزهري أينما كنتي … أكملي حيثما وصلتي … أصمدي مهما تعبتي؛ فيوما ما ستبدين فخورة بكل الصعاب التي واجهتها بحياتك، بكل لحظة خوف؛ توتر … قلق … سهر … ستبدين فخورة جدا بعبورك؛ لأن الأنثى الذكية تسأل كثيرا، تجيب قليلا، تعشق نادرا، تسافر بعيدا، لا تكترث للماضي، تفكر في الغد، وتستمتع بحاضرها، لذا كوني أنتِ.
نحن من يقاوم لأن المقاومة تليق بنا أكثر من الانهزام، ولن نستسلم بسهولة فربما نكون قدوة لكثيرين رأوا بنا اصرارا للتغلب على مشاكل الحياة، وسنكون جديرين بالثقة؛ فمن روائع الأنثى أنها تواسي وهي مهمومة، تداوي وهي مجروحة، تسهر وهي متعبة، تحزن مع من لا تعرفه، تتحمل أحكاما مسبقة بدءا بشكلها وملابسها وإنتهاءا بكونها أنثى، إضافة إلى أنها أم وأخت وزوجة وأبنة وحبيبة، هي رائعة لأنها بكل بساطة يمكن أن تكون وطنا إن كُشفت مفاتيحها وحسُنت معاملتها وصُبر عليها على تقلبات مزاجها، إنها “مصدر القوة”.
وبالنهاية أقول لكل أنثى بعد انكساراتها المتكررة أصبحت على يقين أن لا خسارة تستحق الحزن …. فلنشتري تذاكر الأحلام ونحلق في السماء.
إلى كل نساء الأرض … كل عام والحياة أنثى.
هند السليم