لماذا استيقظ غرب العراق من غفوته؟!
لا تعرف لماذا استيقظت ست محافظات عراقية في مناطق غرب العراق،فجأة،بعد ان سكتت على حقوقها طوال عشر سنوات،ولم تتذكرهذه الحقوق الا هذه الايام،فيما المؤكد هنا ان غرب العراق بات يشهد لعبة دولية كبيرة.
رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي،تحت ضغط ما يجري غرب العراق،الذي تسيطرعليه أغلبية سنية،والواضح وفقاً لمؤشرات كثيرة ان ما يجري في غرب العراق،ُممّول وُموّجه،في سياق المكاسرة الاقليمية والدولية بين معسكرين.
المعسكر المطلوب رأسه هو المعسكر الايراني والدول والجماعات التي تتبعه،من حزب الله الى سورية،مروراً بالنظام العراقي الحالي،ومانراه في سورية،لايختلف كثيراً،في دلالاته عن محاولات تحطيم الحكومة المركزية في بغداد،عبر اثارة السنة على هذه الحكومة،لاعتبارات لا تتعلق فعلياً بحقوق السنة بقدر كونها ذريعة هدفها تحطيم المعسكر الايراني وتوابعه الاقليمية.
هناك توظيفات سياسية للصراع بين السنة والشيعة،وبحيث يكون السنة وتحت عنوان مظلومياتهم،اداة دولية لتحطيم المعسكر الاخر.
ينضم الاسلام السياسي بزعامة انقره الى ذات الحرب،عبر تأسيس محوراسلامي سني كبير تتزعمه تركيا وهو معسكر تم انشاؤه في وجه المعسكرالاخر،اي ايران وتوابعها،والتخطيط يقول انه لابد من انشاء معسكر تقوده دولة اسلامية عجمية غيرعربية لها جذور في المنطقة،في وجه المعسكر الاسلامي الاخرالذي تقوده دولة اسلامية عجمية،غير عربية،اي ايران.
كل معسكر له رأس اقليمي كبير،وعنوان مذهبي،واحد سني،والاخر شيعي،والسني المستجد له دور وظيفي مؤقت،لانهاء المعسكر الشيعي الاخر،وبعدها قد يأتيه دور التصفية والانهاء في هذه المنطقة وهذه مرحلة قد تستمرعشر سنوات،يقتتل فيها ابناء المنطقة نيابة عن الاخرين.
هذا يفسر قبول الغرب الجزئي بوصول الاسلام السياسي الى الحكم في دول عديدة،في سياق تركيب المعسكر الجديد،لغايات وظيفية مؤقتة،مع زعامة تركية،ورعاية نفطية،وبعد ان تنتهي المهمة،سيأتي الدور على هذا المعسكر،الا اذا غيّر مواصفاته ليتطابق مع متطلبات العالم،وهذا امر محتمل.
غرب العراق تحرك فجأة،وتحريكه جرى عبر رجال نافذين لديهم تأثير مالي وسياسي وعشائري كبير في تلك المناطق،ولهم ارتباطات خارجية،واذا كانت هناك اخطاء فادحة لحكومة بغداد المحسوبة فعلياً على طهران،فقد تم توظيف هذه الاخطاء لاثارة غرب العراق،وتحويله الى اداة ضغط هائلة على الحكومة المركزية ومرجعيتها الاساس.
هذا يفرض امرين،الاول على رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مراجعة مختلف المظالم ورفعها وعدم الدخول في مناددة وهو يعرف ان خلف القصة امر اخر غير المظالم،والحقوق،وعليه انهاء هذه الذرائع.
الثاني يتعلق بسكان غرب العراق،الذين عليهم التنبه الى اين يتم اخذهم فعليا،وحتى لايستيقظوا متأخرين وقد كانوا سببا في تقسيم العراق،وقد اصبحوا مطية بيد مخططات اخرى،تريد ادامة الصراع بين مكونات المنطقة؟!.
ما يراد تحقيقه في المنطقة اعلان اسرائيل الكبرى،ولايتم هذا الا بتقسيم دول المنطقة الى عدد اكبر من الدول،وانشاء دول مذهبية وطائفية وعرقية،سنية،شيعية،كردية،علوية،مسلمة،مسيحية،توطئة لشرعنة اسرائيل كدولة يهودية نقية،ثم تحطيم كل الدول المركزية الكبرى التى قد تقف في وجه اسرائيل يوما ما،وعلى هذا فان مانراه من صراعات في كل مكان،يخدم هذا الاتجاه.
ما نراه في غرب العراق،ليس الا حلقة ضمن حلقات مسلسل طويل،يتطابق مع مانراه في سورية،لان المقصود تحطيم هذا المعسكر بيد المعسكر الاخر الذي تم انشاؤه على عجل بزعامة تركيا وبتمويل دول عربية ثرية بدأت تتباكى على السنة والمذهب وأهلهما فجأة!.
لعل نوري المالكي يكفينا كل القصة ويرفع المظالم عن غرب العراق،حتى لا تبقى هناك ذرائع بيد من يتلاعب بالناس؟!.
maher@addustour.com.jo