2025 … أمنحنا فرصة نستنشق بها رائحة الأمل
وكالة الناس – هند السليم
آخر أيام عامنا الحالي بدأت تتسارع ليحمل 2024 أمتعته ويغادر بعد أن سجل كل ما كان مؤلم ولا نرجو عودته، ليتهيأ عام 2025 بإستلام قيادة الزمن، وبين الإستلام والتسليم فسحة قليلة من الزمن لنستغلها وندون ما انجزناه بذاك العام الذي قارب على الإنتهاء.
ماذا تعلمنا من عام 2024؟
تعلمنا ألا نتعامل بقلب مع أحد ولا نعطي أحدا أكبر من حجمه ولا نلتفت خلفنا مهما كان الشيء الذي تخلينا عنه ففي التخلي شفاء أيضا، تعلمنا أننا كنا نخطط لكن الله وحده هو من يقرر وهنا لم يبقى شيء يكتب، تعلمنا أن الصحة النفسية أهم من أي أحد وأي شيء؛ لأن النفس هي الوحيدة الباقية، تعلمنا ألا نتنازل ولو لـ لحظة واحدة لأننا فيما بعد سنضطر للتنازل طوال الحياة، تعلمنا أن الحاجة للناس مُرة ومؤلمة، تعلمنا كيف نرتب الأشخاص بحياتنا مهما كانوا مقربين منا، ونعد أنفسنا أن كل الصفحات التي طويناها هذا العام إجبارا أو عن قناعة يستحيل أن نفتحها في العام الجديد … نتمنى في العام القادم أن نعيش السنة كلها بشعور هذه الآية … “فرحين بما اتاهم الله من فضله”؛ فسيبدأ العام الجديد بكل ثقة وحب، نقوى بالإنجازات والخُلق رغم البشاعة المحيطة بهذا العالم
سيرحل عام 2024 بهمساته لنا بالإعتذار وكأنه نفس بشرية تؤلم من تحب وتمضي، لتصبح الذاكرة حاضرة وكأنها على موعد مع القلوب من جديد فتطرق على أبواب العام القادم لتخبرنا بقصة هذا العمر وفصوله ونحن نرفض أن ننهي الروايات، نتفكر بسنوات العمر الهاربة منا فلا نملك حق العودة بل فقط نحلم بما سيأتي؛ فتلك المساحة التي بها نحب الفرح ليأخذنا إلى أماكن أجمل.
إن هذا العام لا يشبه ما سبقه، فالجميع خرج منه كشخصيات أخرى لا تشبه ما كنا عليه ومن المستحيل العودة كما السابق، بالعام الحالي لم نسمع بل شاهدنا كل شيء بأم أعيننا، وكأننا عشنا عدة أعوام بعام واحد، رأينا الموت كيف يخطف الأحبة والمقربين والمظلومين، لنعرف معنى الرحيل، معنى الألم الحقيقي، رأينا قساوة القلوب المتحجرة التي لا تلين والتي ترقص على جراح المستضعفين، رأينا من ماتت داخلهم المشاعر وقتلوا أبرياء وأحياء …. اختزل هذا العام كل الأوجاع.
هناك يوم يمضي علينا وكأنه عام، ويوم آخر يعبر وكأنه سويعات … كلاهما يوم ولكن بمشاعر مختلفة حسب اختلاف الأحداث؛ فالشغف بتلك الأيام ينتهي عندما تهان القلوب، حينئذٍ ندرك أنه لا فائدة من الإصرار على ما نتمناه، سيرحل عام 2024 بكل ما فيه من أمنيات وأحلام وحتى احزان، وسيأخذ معه كل الأيام الماضية بلا عودة؛ لكن، سيأتي عام جديد يسمى “2025” وأيضاً سيحمل بجعبته الكثير من الخبايا المقدرة المجهولة التي لا نعلم ما هي!!!!
ليتنا لم نكبر ابدا … انهكتنا الحياة بما يكفي وضاعت منا البراءة فأصبحنا غرباء حتى عن أنفسنا ونشتاق لأيام كانت كلها راحة بلا هموم؛ فنحن لا نطلب الكثير، تكفينا فقط الأيام الهادئة، ولنسأل الله أن يروي أرواحنا بالرضا والقناعة وينزل على قلوبنا السكينة والأمان.
وقبل إنتهاء هذا العام لنقول: شكراااااااااااااااااااا لكل شخص عانقنا بصدق، أحبنا، حفظ سرنا، قال كلمة طيبة، ابتسم بوجهنا، ساعدنا، تحدث معنا وقت الوجع، فنحن لا نطفئ شموع عام راحل بقدر ما نمنح أنفسنا فرصة لإضاءة الشموع بداخلنا بعام قادم لا نتغير فيه بقدر ما تألمنا ولا نكون بقدر ما نحن نريد أن نكون.