عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إلى إخواننا «الإخوان»: إقرأوا وأفْهموا الغنوشي !

المفترض أن إخواننا «إخوان الأردن» ، بدل هذا الإشتباك والتنازع التناحري على أشلاء تنظيم تجاوزته حركة التاريح وغدا من مخلفات الماضي الذي مضى بكل شروره ، أن يكونوا هم السباقون إلى ما أقدم عليه الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة (التونسية) بالخروج من العباءة الإخوانية المهترئة والتحول إلى حزب سياسي وطنيٍّ (مدني) لا علاقة له بهذا التنظيم ولا بـ»الدعوة» التي إستنادا إلى «معالم في الطريق» أنجبت «القاعدة» و«داعش» .. والظواهري وكل هذه المصائب والويلات التي إتكأت على منطلقات «القرامطة» و«الحشاشين » الدموية .
صحيح أن الشيخ الغنوشي ، الذي كاد يذهب إلى حبل المشنقة لوْ لمْ يقم زين العابدين بن علي بإنقلابه الشهير على «المجاهد الأكبر» الحبيب بورقيبه، كان قد بدأ ناصريًّا ثم إشتراكيا بعدما إنتقل من القاهرة إلى دمشق وأصبح رئيس فرع تنظيم الإتحاد الإشتراكي العربي بقيادة جمال الآتاسي وهذه تجربة لم تتوفر لأي واحدٍ من «إخواننا» في الأردن لكنه بعد لقاء مالك بن نبي في الجزائر وبعد تشاور مع عبدالفتاح مورو إستقر على: «الإتجاه الإسلامي» الذي تحول لاحقاً إلى «حركة النهضة» التي من سوء طالعها أن مؤسسها قد إضطر تحت ضغط الظروف إلى الإلتحاق بجماعة الأخوان المسلمين وحيث إنتهت هذه العلاقة بقوله في رسالة إلى إجتماع :«التنظيم العالمي» الأخير في اسطنبول :«إن لحظة الفراق بيننا وبينكم قد اقتربت».

في هذه الرسالة التاريخية التي سبقت إنعقاد المؤتمر العاشر لـ «حركة النهضة» الذي إنعقد أمس الأول في تونس وغيَّر هذه الحركة إلى حزب وخلع الجلباب الإخواني البالي قال الشيخ راشد الغنوشي :»أنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية.. لن أسمح لأي كان أن يجردني من تونسيتي .. لن أقبل أي عدوان على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة.. أنا الآن أُعلن أمامكم أن تونسيتي هي الأعلى وهي الأهم .. لا أريد لتونس أن تكون ليبيا المجاورة ولا العراق البعيد … أريد لتونس أن تحمي أبناءها بكل أطيافهم وألوانهم السياسية .. أنا بالفم الملآن أعلن لكم أن طريقكم خاطىء وجَلَبَ الويلات على كل المنطقة .. لقد تعاميتم عن الواقع وبنيتم الأحلام والأوهام وأسقطتم من حسابكم الشعوب وقدراتها .
أنا الآن جندي للدفاع عن أراضي تونس ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطني لأن سقوط الوطن يعني سقوطي .. عليكم أن تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل.. ومن هو المستفيد .. لقد صورتم لنا أن مصر ستنهار وأنكم ستستعيدون الحكم خلال أسابيع وأشهر .. ولكن للأسف قد أثبتم بأنكم قليلوا الحيلة وتحالفتم مع منظمات إرهابية تدمر أوطانكم .. ماذا بقي لكم في حال دمار وطنكم .. يجب ألا تكون الكراسي هي الهدف فالوطن أهم ؟!.
أضاف :أستحلفكم بالله وللمرة الأخيرة أن تقرأوا الواقع جيداً وألا تركبوا رؤوسكم وأنظروا إلى واقع كل منكم كيف أصْبحتم فالجماعة جماعتين أو أكثر وأصبحت في بلاد كثيرة في عزلة شعبية .. إتقوا الله في أوطانكم وشعوبكم .. في الختام أبلغكم أننا في تونس سنُعلِّق حضورنا في هذه الإجتماعات التي أصبحت روتينية بل وأزيد انها سلبية تضرُّ أكثر مما تفيد.. أطالب العقلاء منكم والواقعيين البحث عن آليات وبرامج جديدة توحد ولا تفرق تجذب ولا تنفر: … «إن وفد تونس بعد قراءة هذه الرسالة سيغادر هذه الإجتماعات» .
وهكذا فإن «حركة النهضة» قد خرجت من هذه العباءة البالية وتحولت إلى حزبٍ سياسي مدني – برامجي ترك «الدعوة» لرجال الدين الذين يجب الاّ يخلطوا الدين بالسياسة لأن خلط الدين بالسياسة سينتهي إلى العنف والإرهاب وعلى غرار ما فعله أسامه بن لادن وأيمن الظواهري.. وقبلهما سيد قطب و»أبو الأعلى الموْدودي» .. ويا «إخواننا « أنكم مطالبون الآن بوقفة عند مفترق صعب على هذا الطريق الشائك … إتقوا الله بوطنكم الأردن وبشعبكم الأردني.. إتقوا الله بالأجيال الصاعدة.. التي طالما غررتم بها .. وحيث أنكم أفسدتم التعليم الجامعي عندما تسلمتم الجامعة الأردنية … وأفسدتم التعليم الثانوي عندما تسلمتم وزارة التربية والتعليم .. وإنكم قد فشلتم في الحكم عندما شاركتم بكفة راجحة في إحدى حكومات ما بعد إستئناف المسيرة الديموقراطية .. واللهم إشهد !!.