0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

سكجها يكتب: بين بيت العنكبوت و كفّ العفريت

وكالة الناس – كتب باسم سكجها :

بيننا والذكرى السنوية الأولى للفشل الإسرائيلي التاريخي الذريع يوم واحد فحسب، وبيننا وذكرى بدء الجريمة الاسرائيلية التاريخية بحقّ أهل غزة يوم واحد فقط، وبيننا وذكرى دخول حزب الله إلى المسألة يومان لا غير!

بيننا وبين محاولة إسرائيل المتجدّدة لترميم هزيمتها بضرب إيران ساعات أو يوم أو إثنان، وكثيرون يقولون إنّ المنطقة على كفّ عفريت، ومن الطبيعي قولنا إنّ بنجامين نتنياهو لم ينم ليلة كاملة منذ سنة كاملة، فما بالكم بكلّ إسرائيل؟!

كثر المحلّلون وقلّ التحليل في الفضائيات العربية، فأغلبهم يتحدّثون عن نتنياهو وغاياته، ولكنّ هذا الرجل يختصر إسرائيل بشخصه، فالحديث ينبغي أن يكون عن الكيان كلّه لا عن شخص، فمساحة المحتلين الذين كُسروا يستغرقون كلّ مساحة الإحتلال، ويقفون وراء الدماء.

وفي المقابل، فالمحللون يختصرون أمر ما جرى بإيران وأذرعها، وهذا انتقاص من حقيقة ما جرى فـ”حماس” تنظيم فلسطيني، كان وما زال، وحتّى لو قال الشهيد السيد نصر الله إنّ “حزب الله” يتلقى كلّ أمواله من طهران، فتلك ليست سوى استخدام وسيلة للدفاع عن بلاده، وتحرير فلسطين المحتلة.

تُرى من كان منّا يحلم بأنه يمكن لليمن الحبيبة أن تكون عنصراً فاعلاً في المعركة من أجل فلسطين، ومن كان منّا يحمل مجرد ظنّ أنّ الصواريخ الصدامية التسعة والثلاثين، التي أودت بحياته شهيداً، أن تعود على شكل مئات صواريخ ومسيّرات على الكيان من العراق الغالي؟

علينا أن نقف ونفكّر، ونحلّل بشكل منطقي، فقد راح منّا عشرات آلاف الشهداء، وربّما مئات آلاف الجرحى والمهجّرين، في غزّة والضفة ولبنان، وذلك في حساب تاريخنا أمر عاديّ، وكان يتكرّر بين السنوات منذ عشرات السنوات، ولكنّنا نتطلع الآن بأمّهات عيوننا إلى ذلك الغاصب المغتصب يشعر مثلنا بألم القتل والجرح والتهجير، ولأوّل مرّة في تاريخه، وذلك ما أكّده القاتل نتنياهو غير مرّة.

لا نقول إنّنا حرّرنا فلسطين، فذلك درب طويل وصعب وممكن، ولكنّني أدّعي بأنّ الفرح عاد إلى تراب فلسطين، بدءاً من السابع من تشرين، وإذا كانت تل أبيب تظنّ أنّها تضع المنطقة على “كفّ عفريت” فمقولة “بيت العنكبوت” صارت ممكنة، ورحم الله كلّ الشهداء، وضمّد جراح المصابين، وأعاد الناس الى بيوتهم، وهو تاريخ كُتب في صفحة من كتاب، وله مابعده في الصفحات الآتية، وللحديث بقية!