0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

وانا بشمشم ع الريحة

آخر ابتكاراتهم ، كما قرأت ، هو علم جديد يسمى( أروماثيربي)، ويختص في دراسة تأثير الروائح على الجسد البشري . بإختصار ، فقد قسم علماء الأروماثيربي الروائح الى ثلاثة أقسام:

– روائح تشعر الإنسان بالإمتلاء والشبع.

– روائح تعالج الإكتئاب ويحسّن المزاج.

– روائح تساعد الجسم في التخلص من السموم.

لنركز على النوع الأول من الروائح، تخيلوا أن نملأ خزانات من هذه الروائح ونرشها، بواسطة الطائرات، في جميع أنجاء وطننا العربي الكبير ، حيث نحصل فورا على نتائج مذهلة، ونتحول الى نوع من الكائنات الأسطورية التي تحدث عنها هوميروس في (الإلياذة والأوديسة)، وسماعا (الأستونا) وهي كائنات لا تحتاج الى الطعام على الإطلاق. فنحقق حلم المطربة سميرة توفيق التي غنّت قبل عقود:

لا بوكل ولا بشرب

بس أتطلع بعيوني

بالليل يا عيني بالليل

تخيلوا أن يشبع المواطن العربي تماما ، حيث يتخلى الغني عن الأكل ولا يحتاج الفقير إليه ، إلا لمجرد التسلية أو التغيير ، فنتخلص فورا من أمراض القلب والشرايين وكافة أمراض وأعراض التخمة والجوع معا ، فنتحول الى شعب ارشق من الجنادب، وهو شعب نظيف لا ينتج الفضلات، فتصبح المدن والشوارع أنظف، وتتحول المجاري الى أماكن جميلة يلعب فيها الأطفال لعبة (الإستغماية).

يتوقف الطعام عن تفريقنا وتقسيمنا ، فلا هذا شعب المناسف ، ولا ذاك شعب المسخن والملوخية ، ولا تلك شعوب المندي والكبسة، ولا أولئك شعوب الكسكسي،ناهيك عن ال(باتشا) والكبة النية والبامية ووووو. بالتالي لا يحتاج المواطن العربي الى تضييع اكثر من نصف مدخوله الشهري على الطعام والشراب ، فتتحول هذه الأموال للتعليم وللترفيه.

حتى أننا قد نصبح أقل تبعية للغرب ، وأقل استهلاكا من كل شئ، فنتفاوض معهم من أجل تحسين شروط عبوديتنا ، تمهيدا الى الوصول للتبعية فقط ، وبعدها للإستقلال في القرن الثلاثين، كحد أقصى.

هذا بالنسبة للروائح المانعة للشهية ، أما بالنسبة للروائح التي تعالج الإكتئاب عن طريق رفع نسبة السيراتونين ، فإننا – على الأغلب – نحتاج الى كميات أكبر بكثير من تلك التي استخدمناها للقضاء على الجوع، فنحن شعب نصف جائع ، لكننا شعب مكتئب بالكامل ، والأدهى أننا لا نعرف ذلك ، ونتصرف لكأننا أصحاء ….للعلم أكثر أطباء النفس تفاؤلا صرح قبل أشهر بأن 65% من أبناء الشعب الأردني يعانون من الإكتئاب ، وهذه نسبة يمكن تعميها على كافة أنحاء الوطن العربي الكبير بكل راحة ضمير، ويمكننا زيادة كما نشاء، وسوف نجد دوما من يغطي هذا النسبة ، حتى نصل الى100% دون حرج. سوف نشعر بأننا شعب آخر تماما ، وسوف نلتقي فورا ونتحابب ونتعانق ونتعاتب ونتصافى ،كأننا لم نر بعضنا منذ القرن الأول للهجرة، ثم نعود أحبابا وأصحابا ، ونتوقف عن القتل على الهوية .

ولا أنصحكم بإستخدام الروائح التي تؤدي الى التخلص من السموم، لأني أخشى أن تخلصنا هذه من تأثيرات الروائح الخاصة بالشبع ، وتلك الخاصة بمعالجة الإكتئاب ..فتعود حليمة الى عادتها القديمة.

ghishan@gmail.com