عندما تكون هذه المنطقة متفجرة على هذا النحو وتعاني من عدم إستقرار غير مسبوق وعندما تتحول سوريا إلى لغم متفجر ينثر شظاياه في كافة الإتجاهات وعندما يصبح العراق «بؤراً» طائفية ومذهبية متناحرة تتحكم فيها إيران كدولة مُحْتلَّة ثم وعندما يكون وضع اليمن ،الذي كان ذات يومٍ بعيدٍ سعيداً هو هذه الوضع الذي لا يسرُّ الصديق ولا يغيض «العدا» ويكون وضع القضية كوضع المريض الذي إنشغل عنه أهله بأوجاعهم وخلافاتهم وبمشاكلهم الكثيرة فإنه علينا كبلدٍ يقع في قلب هذه العواصف كلها أنْ نخشى غدر الزمان وأن تكون حركتنا على «الصراط»المستقيم لأن حتى الزلَّة الصغيرة قد تكلفنا الكثير الذي قد لا نستطيع إحتماله.
يجب أخذ الأمور بمنتهى الجدية ويجب أن يكون كل مواطن «خفيراً» ،كما قلنا أكثر من مرة ،كما يجب أن نكف نهائياً عن لغو الكلام وأن نرحم بلدنا وشعبنا من كل هذا « الجلْد» اليومي الذي نقرأه في المواقع وفي الصحف أيضاً والذي نسمعه في بعض الفضائيات المنفلتة من عقالها.. فالكلمة في هذه الأيام أخطر من الرصاصة وعلينا جميعاً وفي كل المواقع والأماكن أن نتقي الله ببلدنا وبأنفسنا وبمستقبل أجيالنا وأن نكف عن هواية جلد الذات وعن النظر إلى أوضاعنا بعيون لا ترى إلاَّ المشوه والقبيح والتي تُحوِّل كل جميل إلى صورٍ متشظية مقلوبة.
إنَّ هذا البلد ، المملكة الأردنية الهاشمية ، محاصر بالنيران من كل جانب وأنه لولا رأفة الله جل شأنه بنا ولولا الحكمة الأسطورية التي تدار فيها الأمور عندنا لكانت هذه أوضاعنا غير هذه الأوضاع التي نُحْسد عليها حتى من قبل الأشقاء الذين أُبتلوا بما إبتلوا به من ويلات وكوارث والذين من سوء حظهم أنَّ من تولوا أمورهم لم يحافظوا على ما أؤتمنوا عليه وأنهم شرَّعوا أبواب بلدانهم لرياح الفتنة ولأطماع الطامعين.
وبصراحة.. بل وبكل صراحة أنه لا يجوز وعلى الإطلاق ترك أمور الأمن الوطني لمدمني لغو الكلام وهنا فإن المفترض أن هناك إجماعاً على أن العلاقات بين بلدنا ، المملكة الأردنية الهاشمية ، وبين بعض الدول الشقيقة إنْ ليس كلها تأتي في أولى أولويات أمننا الوطني الذي يجب حمايته من التقديرات والإجتهادات الخاطئة ومن»التنظير» الذي لا يستند إلى أي حقيقة والذي بالإمكان وضعه في خانة «التحشيش» المعلوماتي وإستعراض العضلات الكلامية الوهمية.
لقد قرأنا كلاماً كثيراً في الأيام الأخيرة ، بالنسبة لعلاقات بلدنا ،المملكة الأردنية الهاشمية ، مع أعز وأقرب الدول الشقيقة إلينا لا يمكن وصفه إلاَّ بأنه توتيريٌّ وأن مراميه ودوافعه غير شريفة ولا نظيفة وانه لا صحة له على الإطلاق وأنه لا يخدم إلاّ الذين يسعون لعزلنا عن عمقنا الذي نحن بحاجة إليه وهو بحاجة إلينا في الأوقات الصعبة والعسيرة.. وفي كل الأوقات!!.
إنه لا يجوز ترك الحبل على الغارب لذوي الإجتهادات المريضة لـ»يفبْركوا» معلومات خاطئة عن أقرب الأشقاء إلينا ونحن الأقرب إليهم وكل هذا بينما نحن وهم نقف على أرضية واحدة ونواجه أخطاراً مشتركة تفرض علينا وعليهم أنْ نعزز مايعزز تلاحمنا ويقوي وحدتنا وأن نسد كل الثغرات أكانت صغيرة أم كبيرة أمام الأفاكين ومروجي الإشاعات وتجار المعلومات الخاطئة والمتصيدين في المياه التي يظنون أنها عكره مع أنها صافية كصفاء قلوب أشقائنا هؤلاء وكصفاء قلوبنا.. واللهم إشهد !!.