أين عُقلاء مَنْ كانوا إخواناً؟!
تلويح التنظيم الذي «يتشّيْخ» عليه همام سعيد بتحوله إلى «داعش» يدل على نوايا هؤلاء «القوم» وعلى ما في قلوبهم وعقولهم ليس منذ مرحلة ما بعد بروز بديل لهم مَنْ «إخوانهم» ومن بين صفوفهم بل قبل ذلك بفترة سابقة بعيدة فهم حتى في الفترة التي كانوا فيها الطفل المدلل للنظام في مرحلة خمسينات وستينات القرن الماضي وبعد ذلك كان لبعضهم إنْ ليس لهم كلهم إرتباطات جانبية – خارجية وكان لهم تنظيمهم السري الموازي وكان بعض قادتهم أعضاءً في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي من المفترض أنها حركة وطنية فلسطينية مثلها مثل حركة «فتح» والجبهتين الشعبية والديموقراطية.
حتى الآن يرتبط هؤلاء الذين «يَتشّيْخ» عليهم الدكتور همام سعيد بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين ولذلك فإنه غير مستغرب أنْ يُلوِّح بعضهم وبعض الذين ينتدبون أنفسهم للتحدث نيابة عنهم بالإلتحاق بـ «داعش» لأن المواقع القيادية لهذا التنظيم هي من شكّل: «أنصار بيت المقدس» وهي صاحبة هذا الإرهاب الأهوج الذي يضرب مصر وكل هذا وغير مستبعد أن تكون لها علاقات سابقة بـ «القاعدة» ولاحقة بهذا التنظيم الإرهابي الذي يُطلق على نفسه وزوراً وبهتاناً إسم «الدولة الإسلامية»!.
إن «عكا لا تخشى هدير البحر» وعلى هؤلاء الذين يلوحون بـ«شبانهم» أن ينظروا في واقعهم جيدا وأن يُدْركوا تحدي الشعب الاردني وتحدي الدولة الأُردنية وأن الاصرار على عدم تسوية أوضاعهم ومثلهم مثل غيرهم يعني العصيان المدني ومخالفة القوانين السارية وهذا لا يمكن أنْ تقبل به دولة ذات سيادة وهي مسؤولة عن فرض القوانين السارية والناس «الأُردنيون» أمامها متساوون في الحقوق والواجبات.
ما معنى هذا الإصرار على أنّ القديم يجب أنْ يبقى على قدمه وأنّ صيغة أُقرِّت في بدايات خمسينات القرن الماضي، عندما كانت الظروف غير هذه الظروف وعندما كانت الأوضاع غير هذه الأوضاع، يجب أن تبقى وأن تستمر إلى يوم القيامة؟ إنّ هذه القوانين المستجدة والجديدة قد أُقرت باسم الشعب الاردني ويجب أنْ تُطبق، وبـ»القوة إذا لزم الأمر» وإلا فإن الدولة بكل مؤسساتها المعنية ستكون مقصرة بواجبها وإن الفوضى ستعُم وإننا سنرى «داعش» الذي يُلوِّح هؤلاء بالالتحاق به بيننا.. وهذا دونه ليس جز اللحى فقط وإنما جز الحلاقيم.
لم يطلب أحد «المُتَشِّيخ» عليهم همام سعيد أن يحلوّا أنفسهم بل أنْ يُصوبوا أوضاعهم وذلك لأن ما فات مات ولأن ما كان مقبولاً في عام 1954.. وبعد ذلك لم يعد مقبولاً ولأن المفترض أن تطبق القوانين النافذة على الجميع وأن يتساوى الحزب الشيوعي والأحزاب كلها على مختلف مشاربها مع هؤلاء أمام القوانين التي تم اقرارُها وسَنُّها باسم الشعب الاردني وهذا يجب أن يُطبق على جبهة العمل الاسلامي وعلى أساس أن هذه القوانين تمنع انشاء أحزاب بصفة دينية وتحمل أسماء دينية.
نحن نعرف أنَّ بين «المتشيّخ» عليهم همام سعيد ليس بعض وإنما الكثير من العُقلاء الذين لا يُمكن أنْ يزايد عليهم أحد لا بالوطنية ولا بالإنتماء إلى هذا البلد, المملكة الأُردنية الهاشمية والغريب أنْ يسكت هؤلاء على كل هذا «التشيّخ» وهذا الذي يحصل وبأسمائهم وأخطره التلويح بالإنضمام إلى «داعش» والتنظيمات الإرهابية…