0020
0020
previous arrow
next arrow

حزب المهنية الوطنية والحزب السياسي في النقابات

 ظاهرة نقابية جديدة تجب الإشارة إليها، وتعظيمها، وتوفير الدعم الحقيقي لها. فقد كادت السياسة تطيح بهذه النقابات، وتجعل منها شأناً حزبياً يعيش على الإثارة الكلامية، وعلى المزايدة والمناقصة في علاقته بالمجتمع والدولة.
نقرأ أن نقابة المهندسين – فرع الكرك – تقوم بترميم بيوت قديمة آيلة للسقوط لإسكان أصحابها الفقراء، وتجمع التكاليف من التبرعات الشعبية.
ونقرأ أن نقابة المهندسين الزراعيين انشأت في الأغوار الشمالية نموذجاً للبيت الفلاحي الأردني فيه آلات حديثة، وخبرة علمية وعملية لارشاد المزارعين ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم، وشراء المخصّبات والتقاوى والبذور المناسبة لزراعاتهم.
.. وهناك أكثر من نشاط نقابي مماثل من أبرز ما سمعناه تشبيك علاقات مع مستشفيات خاصة لاقامة يوم طبي في مناطق بعيدة وشبه معزولة من الوطن،.. طبعاً إلى جانب جهد مؤسستنا العسكرية العظيمة التي تعطي إلى جانب حماية شعبنا من أي عدوان في تقديم خدمات عظمى من التدريب المهني والفني، ومدارس الاختصاص الطبي والهندسي والاغاثي ونستطيع أن نقول عن تجربة ومعرفة أن الدفاع المدني الأردني يقدم خدمات أشمل وأفضل من الاسعاف الألماني..الذي تحوّل إلى شركة تحاسب على كل شيء يحتاجه المواطن، من سيارة الاسعاف إلى اسطوانة الاكسجين، إلى الإبرة.. وذلك في دولة غنية كألمانيا.
علينا ان نخرج من جلدنا القديم، فالأردن لم يعد ولاية أو جزءا من ولاية عثمانية، والروح السلبية التي كنا نواجه بها السلطات الانتدابية الأجنبية لم نعد نحتاجها في دولة المواطن، وكيان الأردنيين السياسي.
لقد حسبنا أننا نسمع إشاعة حين عرفنا ان مشروع اسكان احدى النقابات، لا يدفع رسوماً للبلدية، ولا مسقفات، ولا عوائد تنظيمية.. لأنه محمي قانونياً من كل التكاليف. لكن المشروع يطالب البلدية بتجميع النفايات ونقلها. وتعبيد الشوارع الداخلية، والأرصفة.. وكل شيء.
.. هذه العنطزة على البلد يجب وقفها. وقادة النقابات عليهم مهمة دمج هذه المؤسسات المدنية في مجتمعها فالمهندس او الطبيب او الصيدلي ليس مستورداً.. وانما هو مواطن درس في مدارس التربية والتعليم، والجامعات، والمعاهد.. ويعمل في أجهزة الدولة بعلاوات غير قليلة، ودون سبب: فما الفرق بين بكالوريوس الهندسة، وبكالوريوس الرياضيات؟ هذا يأخذ وهذا لا يأخذ.
علينا ان نعيد النظر بمؤسساتنا النقابية، فهناك أكثر من مائة ألف مهندس.. بعضهم يعمل خارج الأردن ولكن أكثرهم هنا، فلماذا لا ينتخب من عشرات الآلاف إلى ستة آلاف أكثر أو أقل قليلاً.. أليس معنى هذا أن الأكثرية غير معنية بنقابة يركبها حزب أو مجموعة أحزاب.