التقييف..

في علم (الخياطة) يوجد شيء إسمه (التقييف )…وإذا مررت من جانب مخيطة (ابو نجاح) في البلد ستجد أنه وضع عبارات تتحدث عن إختصاص الخياط وأولها (التقييف).
كانت أمي (وحين) نشتري الزي الموحد للمدرسة، تنهكها عملية (تقييف) البنطال، المشكلة أن هذه الملابس كانت تصنع بمقاس واحد، وأحيانا تبرز بعض السلبيات لهذه العملية..وخصوصا إذا كانت غاية (التقييف) تتضمن الخصر…وأول تلك السلبيات هي دخول الجيوب الخلفية ببعضها البعض…وحين كنت أكتشف الأمر اذهب لأمي فتخبرني من قبيل تبرير الامر والقبول به :- (ما أنت لابس فوقيه جاكيت)…
وأحيانا حين تتم عملية التقييف على (الجاكيت)، تكتشف أن الجيب الأمامي أصبح تحت (الصرة) تماما، ولتبرير الامر يقومون بإقناعك بأنه لا داعي له…أصلا طالب في الصف الخامس ما حاجته للجيوب..لا حاجة له طبعا.
كلما ذهبت إلى الكرك ايام الخميس أجد المساحات ممتدة والدرب طويلاً مجرد صحارى.. ودرب متعب قليلاً، وتبقى تحسب الأماكن وتتمنى الوصول أبكر…
أتعبني المشوار وأفكر أحيانا لو أن الجغرافيا تخضع هي الأخرى لعملية (تقييف)…أريد أن أقوم (بتقييف) بعض من المسافة بين عمان والكرك حتى تتسع الارض تماما لحجم القلب….ليكن وريدي هو الخيط، ولتكن الإبرة..نخله.
على الاقل أنا لا (أقيف وطني) على مقاس شخصي بل على مقاس القلب والقلب واسع جدا جدا جدا….

Abbed570@yahoo.com