0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

دربالة بعد العريان

بعد العريان، جاء عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية المصرية الداعية ل» الجهاد «، والمؤيدة لحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، في مواجهة الليبراليين والأطياف الأخرى، ليؤدي دوراً يبدو مرسوماً ببراعة ضد الأردن، حيث يصرح إن النظام الأردني يسعي لمنع وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم في المنطقة، متهماً دون أي دليل، كما جرت العادة، الملك عبدالله الثاني، بالسعي لمنع وصول التيارات الإسلامية في منطقة دول الربيع العربي إلى الحكم والسلطة، وبأنه يسعي لإقناع أمريكا بذلك، متجاهلاً حقيقةً يعرفها الجميع، بأن واشنطن هي القبلة التي توجه اليها إسلاميو هذا الزمان، لتضمن وصولهم إلى السلطة، متعهدين بتبني سياساتها، رغم إعلانهم المتهافت عن عدائهم لكل ما يصدر من واشنطن.
أنصار الرئيس الإخواني يؤكدون، وهم هنا لايتحدثون عن المعارضة الداخلية، أن هناك من يريد إفشال مرسي منذ أن تولّى الحكم، والأردن كما نعلم وبالتأكيد ليس منهم، ويرون أنه لابد أن تحترم الشرعية التي أتت به، والحفاظ عليها، يقصدون طبعاً شرعية صناديق الإنتخاب، ويرفضون شرعية الثورة التي فتحت تلك الصناديق، ليتم فيها العبث بآمال ميدان التحرير، الذي لم يكن من أهدافه على الاطلاق، استبدال استبداد حكم حزب مبارك، باستبداد الإخوان، الذين يسعون اليوم لأخونة الدولة المصرية، على الضد من طموحات شعبها، رغم إدراكهم أن الجميع خائف من الجميع، وأن لدى الليبراليين هواجس من الإسلاميين، والمسيحيون لديهم هواجسهم، والاحباط هو المسيطر على الشارع، بعد أن قزّم الإخوان أماني وآمال وتطلعات القوى، التي قامت الثورة على أكتافها.

المتهمون بمحاولة إفشال مرسي، دون أي سند أو دليل، طيف عريض، لابد لغايات التهويل والبروباجاندا أن يشمل إسرائيل، مع أن الواقع يقول إن العلاقة بين مصر الإخوانية والدولة العبرية، سمن على عسل، وأنها في حال أفضل كثيراً من ما كانت عليه أيام مبارك، حتّى أن مرسي أعاد إلى تل ابيب، السفير الذي كان مبارك سحبه منها، ولم يكتف بذلك، بل حمّله رسالة تفيض بالعواطف الجياشة، التي نعتقد أنها لاتصلح للتخاطب بين زعماء الدول، فكيف بدولة يزعمون أنها تسعى لافشال الرئيس صاحب الرسالة، التي ينبغي التذكير أن القاهرة أنكرتها في البداية، قبل أن تجد نفسها مجبرةً على الاعتراف بها، تحت ضغط الإعلام الإسرائيلي الذي نشر صورة عنها، لم تترك مجالا للإنكار، ثم ويا للعجب، يضيفون إلى القائمة الاتحاد الاوروبي، الذي منع المساعدات عن نظام المرشد، وكأن لمصر الإخوانية «ضربة لازم» على الأوروبيين، لتعضيد حكمهم ومدّه بأسباب القوة والنجاح.
يبدو واضحاً أن الجيل الجديد من جماعة الإخوان المسلمين، يجهلون تاريخ جماعتهم، أو يتجاهلون أنها في الأردن فقط لم تجد من يحاربها، حتى أن الدولة الأردنية كانت استقبلت المضطهدين منهم، سواء في مصر أو سوريا، وقدمت لهم الملجأ والحياة الكريمة، ومنحت بعضهم جنسيتها، وأوصلتهم إلى أعلى المناصب الحكومية، ولعل من حقنا الظن أن الجيل الإخواني الجديد ء يؤدون دوراً معادياً حتى لجماعتهم نفسها، ما يفرض على العقلاء منهم ردعهم، إلاّ إن كانت قيادتهم تدفعهم لذلك، منتشيةً بوصولها إلى السلطة، على أكتاف الثوار الحقيقيين في مصر وتونس، وإذ تؤشر الوقائع إلى ان للإخوان اليوم دوراً يؤدونه، خارج إشاعة أنهم جماعة دعوية « لوجه الله « فإن ما يؤكد ذلك ما قاله الكاتب الإسرائيلى أورى هايتنر، فى صحيفة إسرائيل اليوم، بأن إسرائيل كانت تخشى صعود الإخوان للحكم، لكن بعد وصول الرئيس محمد مرسى للسلطة، أصبحت تشتاق إليهم وللتعامل معهم، فمرسى يفعل ما لم يكن مبارك يفعله.