عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

إذا كنا نريد

يتهمون من يعترف بالدولة القطرية بأنه من جماعة سايكس- بيكو، عفوا أقصد كانوا يتهمونه في السابق، أما الآن فإن سايكس بيكو صار شعارا وحدويا علينا أن نحافظ عليه ونقاتل من أجله، في ظل هذه المؤامرات التي تسعى الى تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ…. ومن ذات الناحية، يتهموننا بأننا أقليميون.

أما انا، فأتمنى من كل قلبي ان نكون اقليميين، لأننا نكون احرقنا مراحل ومراحل في طريق التقدم لم نصل اليها بعد. لأننا بكل بساطة ما نزال عشائريين ،ولاءاتنا العشائرية والمناطقية اكثر بكثير من ولاءاتنا الإقليمية او الوطنية ، وحتى القومية . لدرجة اني اعتقد ان رفيقنا العتيق لينين، لو قام من قفصه الزجاجي واستقرأ حالنا لأدرك كم كان مخطئا في محاولة فرض الصراع الطبقي على عشائر ومناطق تخفيها غيمة واحدة.

اعتقد بأن الانتماء للوطن فوق الولاء للعشيرة، وتحكيم العشيرة في شؤون الوطن هو اغتيال للوطن وللعشيرة معا، وعودة بالتاريخ إلى الخلف ودفن جميع منجزات المجتمع المدني التي ضحى الأردنيون من أجلها كثيرا .

عليكم وعلينا جميعا ان نرفض الانصياع لبنية عشائرية قادرة على التحكم بصيغة العلاقات الاجتماعية والسياسية في مجتمعنا الفتي، من خلال صياغتها لسلوكيات تلزم أفرادها الإقرار بها، والتمسك بها، وتغليب مصالح العشيرة على مصالح الوطن الأكبر.

التعصب للعشيرة وتغليب مصلحتها على مصلحة الوطن هو انغلاق على الذات ونكوص متسارع نحو الحالة البدائية الأولى، إذ سوف يتبعه التعصب للحمولة ثم للعائلة ثم للأسرة ثم للذات، التي نغلقها دون الآخرين جميعا، وهذه قمة التوحد المرضي والتمركز حول الذات والأنانية والانفصال عن الواقع والحياة .

نحن لسنا ضد العشائرية، لكننا ضد تحكم العشيرة ببنياننا الوطني وصرحنا الديمقراطي.والتعامل مع الناس على أساس عشائري فقط، هو تزييف مفضوع لمقاصد الحاضر والمستقبل معا.

للأسف فقد غيبت ثقافة العشيرة لدينا ميزة التثقيف الحقوقي بما لنا وعلينا داخل الوطن، وصرنا نعتمد على العشيرة من اجل نيل الحقوق أو اخذ حقوق الآخرين من أبناء الوطن.طبعا فإن السبب الأساسي في الموضوع هو ضعف البنية المؤسسية للدولة، ولعب الكثير من الأطراف على هذه البنية لترويض الناس وتقسيمهم وتقزيمهم، لكن علينا أن نعترف ..الحكومات والأجهزة المعنية لا تبتكر شيئا من لدنها …بل تحكّ على جربنا العتيق العتيق.

إذا كنا نريد وطنا أكثر عدلا وجمالا وحيوية وتقدما وإنسانية، فعلينا ان نبنيه على مبدأ تكافؤ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وإحلال الأفضل مكان الأكثر اقترابا منا بالعشيرة أو الدين أو الإقليم.

قلت ، اذا كنا…………..

ghishan@gmail.com