عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

مسيرات حضارية

 

 

كتب: عبدالهادي المجالي

من الغباء أن تطلق على «الفيس بوك» دعوة لجلوس النساء في منازلهن وعدم المشاركة في المسيرات, من الغباء أن نقول أن المرأة لها المطبخ وتربية الأولاد والاعتناء بالزوج فقط… كل الذين يطلقون هذه الدعوات, للأسف لم يشاركوا في أي مسيرة لنصرة غزة.

المسيرات التي انطلقت لدينا كانت حضارية بالمعنى الحقيقي للكلمة, حضارية لأن الشباب في عمان حين كانوا يشاهدون امرأة يفسحون لها المجال كي تدخل, ولأن الشرطة في ذات الوقت لم أشاهدها تقم بمنع امرأة أو حجز أخرى.. أو حرمان أنثى حتى من إيقاف سيارتها ولو كان المكان مخالفا… المسيرات التي اندلعت حضارية بكل ما تعني الكلمة من معنى, ومن شاهد سلوك الشرطة النسائية في إسعاف السيدات, أو مرافقتهن لسياراتهن… أو إحضار الماء لهن, يعرف معنى كلمة حضارية, ويعرف معنى أن تقوم شرطية… بإحضار (حبة شوكلاته) لسيدة انخفض السكر لديها. لو نظرتم للمسيرات في بلدان عربية أثناء «الربيع العربي”.

لو قرأتم عن مسيرات سابقة في أقطار شقيقة… عن قضايا الضرب والاعتداء والتحرش والسرقة, لأدرك دعاة جلوس المرأة في منزلها.. أن فلسطين لا تسمح لأحد في حضرتها إلا أن يكون حضاريا ومؤمنا وكبيرا. فقد الأمن دراجة نارية, حدث إطلاق غاز هنا.. وقذف حجارة بسيط هناك, تلك أشياء تحدث في إطار الغضب.

وتلك أشياء بسيطة الأصل ان لا ترتكب وايضا في نفس الوقت التجاوز عنها في اطار التعبير الاردني المجتمعي المميز لمساندة اهلنا في غزة وبذلك نبتعد عن المس بالسيادة او الوطن لا قدر الله. للأسف يحاول البعض هنا أو هناك تعكير صفو هذا التوافق العظيم والكبير بين كل فئات المجتمع وبين الدولة بكل أقطابها، يعترض البعض على رفع بنت على الأكتاف، يعترض البعض على هتاف سيدة…أليس لنسائنا شعور؟

ألا يوجد في محاجر عيونهن الكثير من الدمع الذي ينزف على غزة…ألم يكن أغلب الشهداء في فلسطين من النساء والأطفال؟…لماذا إذا يطل علينا بعض المأزومين ويحاولون تعكير المزاج، وإنتاج الفتنة في ظل اصرار الدولة على حماية التعبير السلمي. من جئن للمسيرات في الرابية والبلد، هن النساء اللواتي لم نشاهدهن في فنادق عمان الفاخرة وضمن ورشات الجندر وتعديل القوانين.

من جئن للمسيرات هن من النساء اللواتي لا يقمن بإنشاء جمعيات وتلقي التمويل الأجنبي، وحمل شعارات الغرب في النضال من أجل المرأة وحقوقها…من جئن للمسيرات هن من النساء اللواتي لايقمن بالتحدث عبر الشاشات، وانتقاد ما يسمى بالمجتمع الأبوي…ويقمن في ذات الوقت بتبني مسودات القوانين الفرنسية والألمانية, والدعوة للانقلاب على الموروثات والقيم والأخلاق المجتمعية.

من يطالب بمنع النساء فليصمت، ومن يحاول انتقاد المسيرات..عليه أن يدرك أن فلسطين لا تقبل ممن يقف لأجلها إلأ أن يكون في قمة الخلق والتفاني والاقتدار، أما زبائن السفارات وزبائن التمويل فنحن نعرفهم..وبعد الحرب الشعوب ستفرز من كان مع القضية ومن كان ضدها.