ذكرى مرور عام على وفاة والدي رحمه الله
ما دفعني ان اكتب هذا الموضوع هو مرور عام على رحيل والدي رحمه الله واسكنه فسيح جنانه ومن واجبي كابنة بارة له ان اطلعكم على شيء ولو بسير من ابوته وانا هنا لست بصدد ذكر مناقيه بقدر ما اني متألمة لفراقه فقد كان خبر وفاته صدمة للجميع ..كان أبا مثاليا وكان ينشر منابع العلم في أرجاء بيته .لم يئل جهدا في تعليمنا منذ صغرنا وكان دائم التشجيع لنا على القراءة والبحث والاستقصاء ويحفز فينا حب المعرفة والاضطلاع .كان الكتاب زاده والعلم والثقافة تشع من عينيه فكان يتذوق القراءة بتمعن ودراية فنقل لنا هذه الصفة التي ورثناها عنه .واذا حدثتكم عن صفاته فلن اوفيه حقه فقد زرع في ابنائه حب الخير للناس ومساعدة المحتاجين فلم يطرق بابه احد ورده خائبا.والدي رحمه الله ترك غصة في حلوقنا ولوعة وألم في نفوس ابنائه لانه تحمل المرض الذي فتك بجسمه وصير حتى لاقى وجه ربه راضيا بقدر الله وقضائه.كان نعم الاب الحنون وكان يعطف على الصغير قبل الكبير بشوش الوجه والسمات وقد أدى رسالة الابوة بأمانة واخلاص قلما تجدها عند كثيرين من الاباء ليخرج ابناء نابغين ومتعلمين .لقد صدم جميع من عرفه بسماع خبر وفاته ولم اصدق الخبر وتمنيت لو كان حلم ولكني مؤمنة بقضاء الله وقدره وان الموت حق علينا جميعا ولا اعتراض على حكم الله.لو تأملنا قليلا لوجدنا ان الدنيا فانية ونحن نتصارع على جمع الاموال والكنوز ولكن ليس للقبر جيوب ولكن سبحان الله هذه طبيعة البشر جشعين وطماعين وننسى ان هناك لحظة فراق تسرق منا أعز احبابنا.قد نحزن لفراق عزيز علينا لفترة وجيزة وبعد ذلك ننسى ان هناك موت او بالأحرى نتناسى هذا الموضوع ونعود للاحقاد والكراهية والحسد وجمع الاموال التي نتركها وراءنا ولا يبقى الا العمل الصالح والذكرى الحسنة.”كل نفس ذائقة الموت” .لن انساك يا والدي ما حييت وسأظل الابن البارة التي عرفتها واذا غبت عن عيني فستظل صورتك محفورة في قلبي ولن يتوقف لساني عن الدعاء لك فنم قرير العين يا أبي.
بقلم:وفاء خصاونة