0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مقر الرئاسة

كانت رئاسة الوزراء..حتى وقت قريب في الدوار الثالث ثم انتقلت إلى الرابع….
وتلك المناطق تصنف على أنها من أحياء عمان الراقية، فأنت حين تعبر قاصدا الرئاسة لا يصادفك في الطريق (أبو ليلى للألبسة الستاتية) ولا تشاهد (عرباية كعك وبيض) ولا تمر على بناشر الحوت…كل الطرق المحيطة بالرئاسة تحتوي على مبان فاخرة…و(فلل) وقصور ونماذج من الترف.

المكان مهم جدا، فالكابتن عدنان حمد ونتيجة للطالع السيء الذي يرافق منتخبنا الوطني حين يلعب على استاد عمان الدولي قرر نقل المباريات إلى القويسمة…وهي من عمان الشرقية وتصنف على أنها من المناطق الفقيرة، وهناك هزم منتخبنا أعتى الفرق أستراليا واليابان…هل يا ترى للفقراء والبسطاء حظ طيب نثر البركة على المنتخب؟ أنا بصراحة أؤمن بهذه الاشياء.
حتى نحصل على حكومات ملتصقة بالواقع علينا أن ننقل رئاسة الوزراء إلى عمان الشرقية تماما مثلما فعل الكابتن عدنان حمد حين نقل أحلام الفوز إلى استاد القويسمة، فالرئيس حين يعبر موكبه من جانب بكم لبيع الخردة سيبقى ملتصقا بمعاناة الناس، وحين يمر من إشارة ضوئية يصادفه فيها رجل يبيع العلكة ويدعو بطول العمر سيلمس قلق المجتمع، وحين يعبر من جانب….محل بناشر ويشاهد شفير (تريلا) بالدشداشة…وقد أرهقته المسافات سيدرك معنى التعب والعرق في سبيل العيش….
وحين يقف على شباك مكتبه ويلمح أطراف الجبل الأخضر وحي المصاروة والسيدات التي خرجن في الصباح، لنشر الغسيل على سطوح المباني ودون خادمات يقمن بهذا العمل سيدرك معنى الأم ومعنى بناء أسرة بين تفاصيل الحياة العادية، وقلق العيش….
كل المباني الحكومية بدءا بالخارجية ومرورا بالداخلية وانتهاء بالتنمية،كلها كدست في عمان الغربية…حيث سيارات المرسيدس و(الرنجات) وعمان الشرقية بدءا من حي الطفايلة مرورا بالنزهة وحي نزال عبورا على الأخضر وماركا وجبل النظيف….كلها خلت من المؤسسات الرسمية.
ستغير مشهد الحكومات كله دولة الرئيس..إذا قررت نقل مبنى الرئاسة إلى عمان الشرقية، ليكن على اطراف سحاب وليس عيبا أن تتلوث سيارات السادة الوزراء بدخان بكمات الديزل….حين يذهبون إلى إجتماعات المجلس..وليس عيبا أن يمر السادة وزراء المجموعة الاوروبية حين يزورون الأردن من جانب (ملاحم) الجمرك…ليس عيبا أن يروا حجم الرضى وحجم الفقر لدى الأردني…
مبنى رئاسة الوزراء الحالية يقدر ثمنه بالملايين..ويصلح بموقعه الحالي كدار للاوبرا أو ربما مقر إقليمي لمايكروسوفت وقد يبنى مكانها مجموعة من الأبراج….
دولة الرئيس..أعرف أن نقل مكان الرئاسة إلى عمان الشرقية…سيجابه بالجانب الأمني، وتأكد أن عيون الفقراء تحمي رموز الدولة ومؤسساتها أكثر من كل شيء.
هل تجرؤ على قرار ثوري بهذا الحجم بنفس الجرأة على إنتاج حكومة رشيقة.