اطعجه وخليه محلّه
حتى نحن؛ أقصد أنصاف المثقفين والمثقفين أدناه وأعلاه ، نرضى بأنصاف وأرباع الحلول واللاحلول، لأن ما باليد حيلة ، مثلنا مثل ذلك المواطن الطفران؛ الذي دخل مسمار في باطن قدمه، فانطلق الى الطبيب ليسحبه ، فقال له الطبيب :
– عملية إزالة المسمار من قدمك تكلفك 100 دينار…. هل ازيله لك؟
فقال المواطن :
– ما معي مصاري ..اطعجه وخليه محلّه ..ع بين ما أدبّر حالي.
هكذا نفعل في مواقفنا السياسية ، نطعجها لتوافق واقع الأحال، ولا نزعل أولاد العم ولا الأخوال …، ونعبر عن أنفسنا بعبارات ناعمة قد تعني شيئا وقد لا تعني شيئا على الإطلاق،فلا نحن مع السلام ولا نحن ضده ، لا نحن مع الولاية العامة للحكومة ولا نحن ضدها.
هكذا نفعل في حلولنا الاقتصادية ، وبدل أن نمسك العصا من راسها ونضرب بها من يسرع ويفسد الآخرين ، فإننا نمسك العصا من الوسط ، ونشرع في ترقيصها على اصابعنا ، ثم ننسى لماذا حملناها اصلا، فنشرع في الرقص والمباهاة بالعصا المحمولة من الوسط.فلا نحن مع السياسات الصندوقية ولاضدها تماما ، ولا نحن مع الليبرالية ولا ضدها ولا مع الاشتراكية ولا ضدها.
هكذا نفعل في قضايانا الاجتماعية ، حيث نؤجل كل شيء ونرميه على الأجيال القادمة، فلا نحن ضد حرية المرأة ولا نحن معها ، لا نحن مع تجنيس أبناء الأردنيات ولا ضده، لا نحن مع أنفسنا ولا ضدها ، نعيش في البرزخ وعلى سور الأعراف، لكأننا ننتظر شيئا ما بلا لهفة ولا دهشة ولا ..لا تردين الرسايل.
بالمناسبة الحديث يشمل الجميع …حكومة وأحزابا مؤيدة ومعارضة . حتى عندما نشهد تحديدا لموقف سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي ما ، فإنه سيكون –على الأغلب- تحديدا من نوع طرد العتب ، وأقول كلمتي هذه ..وأمضي ، دون أن اناضل أو اقاتل من أجلها .
والحديث يشملني ويشمل معظم الصحفيين والكتّاب أمثالي …. ويشملكم أو يشمل معظمكم أيها الأعزاء القراء .
كلنا يشتغل على طريقة … اطعجه ع بين ما الله يفرجها!!
ghishan@gmail.com