0020
0020
previous arrow
next arrow

الحرب على الارض

لا شيء يمنع محاربة داعش في سوريا او في العراق او في ليبيا، لكنَّ المعنيين بها ينتظرون اميركا، لا فرق أكان العرب او تركيا، وحين تدخلت روسيا لاسباب لا علاقة لها بأي مطامع في سوريا، تحرّك العرب وتحركت ايران، فلم تعد تكتفي بحزب الله، وتحركت الولايات المتحدة، وكما كان الملك عبدالله يقول في B.B.C فان التدخل الروسي ادى الى تحريك المجتمع الدولي في اتجاه حل سياسي للكارثة السورية.
الان تعلن السعودية استعدادها لارسال جيش بري لمقاتلة داعش في سوريا، وتبع ذلك استعداد البحرين، ولا شيء يمنع استعداد اكثر من دولة عربية شرط ان تشترك كل دول التحالف وهي 24 دولة، وعلى رأسها اميركا وفرنسا وبريطانيا، وبجمع الاستعداد وموافقة ومشاركة التحالف فان وقتاً ما سيمر بانتظار موافقة نظام الاسد وحلفائه في روسيا وايران، ذلك ان في سوريا دولة، وسيادة، ويجب موافقتها قبل اي شيء.
كان من المفترض ان تكون محاربة داعش قبل اربع سنوات، لكن واشنطن لم تكن مستعدة للنزول على الارض، ربما لأن همها كان العراق، فالتأخر في سوريا سبقه تأخر فاضح في العراق، وكانت تركيا تتعامل مع سيناريو سوري غاية في الطموح وغاية في قصر النظر.
وكما كان النظام يستعيذ من وجود داعش وتوسعه ليضع الجميع امام الخيار الصعب: النظام الغارق في الدم، او داعش وهمجيتها، فان انقرة كانت تحلم بابتزاز الاميركان والاوروبيين والعرب وايران وروسيا معاً.. بفتح حدودها لمتطوعي داعش ونفطها وتزايد السوريين اللاجئين على اراضيها وطلب سعر عال في بيعهم لأوروبا، منها 3 مليارات نقداً، ومنها الليونة في قبولها بالوحدة الاوروبية.
الآن هل نشهد مقاتلين سعوديين وخليجيين واتراكا واميركيين في الجزيرة السورية: من البوكمال الى الحسكة الى جبال الاكراد؟ ام ان كل شيء سيبقى بانتظار الهجوم على الموصل؟!.
او بانتظار انتهاء التمرد الحوثي في اليمن، طالما ان السعوديين وحلفاءهم موجودون على الأرض وفي السماء والبحر؟ وطالما انه ليس من السهل الحرب على جبهتين؟!.
يبقى ان أسهل الشرين العودة الى جنيف للتفاوض، وليس للمساومة، فاذا كان من السهل وقف التحرش الغربي في اوكرانيا، فانه سيكون من السهل وقف الاندفاع الروسي في سوريا!!.