0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

أحجية اسمها مرمرة!!

لم تكن أنقرة ضمن برنامج الزيارة الرئاسية لأوباما هذه المرة، لكنها سرعان ما اصبحت في قلب المشهد بعد المكالمة الهاتفية الاعتذارية التي اجراها نتنياهو برعاية وليس فقط بوساطة الزائر الامريكي، فهل طوي هذا الملف وعادت المسافة بين تل ابيب وانقرة مثلما كانت؟

نذكر عندما انسحب اردوغان من دافوس احتجاجاً على ما قاله شمعون بيريز، وتعرض يومها عمرو موسى لانتقاد شعبي لانه لم ينسحب، لكن الرجل أحس على ما يبدو ان انسحابه وراء اردوغان وهو الامين العام للجامعة العربية ستكون له دلالات أخرى، منها انه سيجرنا جميعاً وراءه الى الباب العالي الجديد، فالعثمنة ليست فقط امبراطورية، انها ثقافة وتطلعات.

أما من قضوا على السفينة مرمرة فقد فشلت قصيدة الشاعر الراحل أمل دنقل في الذي طالبت به ذوي القتلى وهو لا تُصالح، لكن دنقل كتب القصيدة بالعربية لا بالتركية، وبالرغم من ذلك فان من خاطبهم باسم الشهداء صالحوا وصافحوا وعانقوا وأسدل الستار الى أجل غير معلوم.

لم يكن حادث تلك السفينة في عرض البحر مجرد غرق مفاجىء كما حدث لتايتانك، وما تعرضت له ليس قرصنة تقليدية بهدف السطو والابتزاز المالي، فقد غرق خشبها بدم تركي قرر أصحابه اختراق الحصار، ثم لم يمض الكثير من الزمن حتى اخترقهم الحصار.

لقد اوشك اردوغان ان يتحول الى بطل قومي في الاوساط الشعبية العربية في غياب البطل العربي، وبدت انقرة لفترة من الوقت العاصمة البديلة لكل العواصم والملاذ في غياب الملاذات، لكن السياسة لا تعترف بمثل هذه العواطف. ولكل عاصمة شجنها السياسي والاقتصادي الذي يتحكم بمجمل ما يصدر عنها.

بالطبع لن نكون أتراكاً اكثر من الاتراك على طريقة الكاثوليكي الذي نافس البابا او الملكي الذي نافس الملك على الولاء. لكن الاشياء لا بد ان تستدعي في الذاكرة ما يماثلها وما يناقضها ايضا. وكأن الزيارة التي حاول اوباما والاعلام خفض سقف توقعاتها كانت بالفعل كذلك، فباستثناء ارتداء الطاقية اليهودية واداء الطقس ومديح اسرائيل والثناء على ما يربطها بالام الرؤوم لم ينجز الرئيس غير المصالحة بين نتنياهو واردوغان وذلك كي لا نقول بين تركيا واسرائيل فما من احد يملك الحق بان يكون ناطقا باسم الدم. وللشعوب ذاكرة تهجع اياما او اعواما او حتى قرونا لكنها سرعان ما تعود بكامل عافيتها اذا ازفت لحظة قيامتها.

فهل يصبح هدف جانبي وغير مدرج في برنامج زيارة وصفت بالتاريخية اهم من اي حدث آخر. وهل يسمح لنا المقام بتذكير قصة روسية لتورجنيف عن رجل عشق امرأة وهاجر كي يجمع مهرها، ثم التقى امرأة اخرى ونسي الاولى. ومكث هناك.

هذه ليست مقاربة عاطفية لان الزيارة كما السياسة لا تسمح لنا بهذا الترف، لكن القول المأثور عن كون الدول كما الافراد عبيد مصالحهم في النهاية ليس بعيدا عن الحقيقة واحيانا يكون الحقيقة كلها.

لقد عانى العرب من فراغ البطولة فحاولوا استعارتها ثم اكتشفوا اكثر من مرة ان من يشد الباروكة عن رأس من يرتديها لا يسبب له أي ألم!!