لا يزايد أحدا!
كل ما يلزم قلناه في ازمة العلاقات السعودية- الايرانية, وأشعرنا وزارة الخارجية في طهران غضبنا من سلوك الحكومة ازاء العدوان على سفارة السعودية وقنصليتها في مشهد. واتصل جلالة الملك بالملك السعودي وشدد على تضامننا مع بلاده في ازمتها مع ايران. لكن السياسة الاردنية ليست محدودة في التأييد والشجب.. وهناك مسؤوليات اردنية في الشأن السوري يجب مراعاتها, ولنا دور لا خلاف على جديته وكفاءة أدائه.
هذا التوازن, مرادف لمنع دخول أربعة عشر الف سوري «لاجئ» الى المملكة, فهؤلاء جاءوا من شمال شرق سوريا.. أي من المناطق التي تسيطر عليها داعش. ومخابراتنا لا تستطيع الاحاطة بهذا العدد الذي يمكن أن يضم مجموعات ارهابية خطرة. وعلى الأمم المتحدة أن تغلق فمها – هكذا تغلق فمها – حين تنبه الاردن الى واجباته الانسانية, والتزامه بميثاق الامم المتحدة. فنحن نبدأ من امن بلدنا ومصالحه الحيوية قبل قراءة أي ميثاق دولي.
ونحن نطالب المجتمع الدولي بكلفة اللاجئين في الوقت الذي وقفت فيه الكلفة عند حدود 37% منها والباقي يدفعه الاردنيون من خبزهم ومدارس ابنائهم والمستشفيات المبنية اصلا لهم وحدهم.
إننا ممتنون للمعونات الاوروبية التي تساهم معنا في توفير مياه الشرب لمليون ونصف المليون من لاجئي سوريا، يتبعهم لاجئو فلسطين والعراق وليبيا واليمن، وجيوش العمال الضيوف العرب وغير العرب، لكن كلفة ما بعد التأسيس تبقى على موازنة الدولة، ونحن نذكّر الامم المتحدة بان استهلاك الخبز المدعوم يتضاعف كل اربعة اعوام، وكذلك الكهرباء وكل ما هو مستورد تبقى شأنا يموله الاردنيون.
نحن، في نهاية الامر نوازن مواقفنا السياسية حسب اخلاقيات ومصالح الدولة الاردنية، ونحن نوازن فتح حدودنا او اغلاقها حسب حساباتنا الامنية وتأثيرات الأمن على استقرار بلدنا وثباته في وجه العواصف، فلا يزايد احد على مواقفنا العربية القومية، او على مواقفنا الاخلاقية.
في فتح الحدود أو اغلاقها لكائن من كان, فالدولة مسؤولة عن أمن مواطنيها ورفاهيتهم ومستقبلهم.. وليست مسؤولة عن جنون الدم والقتل والحقد الذي تلبست انظمة الدول الشقيقة, ونحن حين نقدم مياه الشرب لمليون ونصف المليون سوري نحب أن نذكّر أن حكومة الديكتاتوريات في دمشق اقامت 46 سداً على اليرموك لمنع حصة الاردن من النهر عن الاردن. وحفر3500 بئر ارتوازي على حاجب اليرموك لقطع الينابيع التي تغذي النهر.. أي نحن نرى بأعيننا سرقة 220 مليون متر مكعب من اليرموك. فيما نشحذ لتقديم ماء الشرب لمليون ونصف المليون سوري!
ليس من مصلحة أحد أن يذكرنا بالالتزام العربي القومي, أو بمسؤوليتنا الانسانية ازاء اللاجئين, لأننا نستطيع فتح حسابات طويلة, ومحزنة لمعاناة شعبنا!