فكاك المسرحيات التراجيدية !!
لا يمكن حل مشكلة الارهاب، والتقاتل الداخلي في المنطقة بوضع «المعارضات» والانظمة على طاولة التفاوض وبمشاركة اقليمية ودولية. والسبب ان مصلحة المعارضات وكلها مسلحة ومصلحة الانظمة–وكلها تعيش على قوى خارجية–ليست في وقف التذابح، ووضع اسس الدولة المتحضرة المدنية وانما في استمرار الكارثة.
كيف يمكن اقناع فصيل مسلح في سوريا او ليبيا بالتخلي عن ملايين الدولارات التي تصب في جيوب قادته؟! واقناع قادة الفصائل بان لهم مكاناً في الدولة المستقرة اذا كانوا يعرفون انهم اصفاراً في عرف شعبهم؟!
وكيف يمكن اقناع نظام استباح الدولة وسرق كل ما فيها، وتقلص حتى اصبح يحكم في «مدن خضراء»: المقيم فيها مستهدف، والمقيم خارجها قتيل؟
الآن تجتمع المعارضة السورية في الرياض، وتصل الى شعارات كبيرة، قابلة باضافة كلمة واحدة للانفجار والتشظي.
وتجتمع المعارضة الليبية في روما فيما يشبه التحالف الدولي الذي ينذر ويهدد كل من يخرج على النص.
والآن تجتمع المعارضة والدولة اليمنية في جنيف، ويمكن ان تجتمع في مسقط، ولم نعد نعرف اين الشرعية.. اين الدولة في صنعاء او في عدن. ولذلك فان قرار الامم المتحدة 2216 ينص على الخروج من المدن وتسليم اسلحة الجيش: من يستلم المدن بعد خروج المسلحين؟ ومن يتسلم اسلحة الجيش اليمني؟ أية شرعية؟!
كان من الطبيعي بعد خمس سنوات من الكارثة ان تتعقد الامور بخلق «شرعيات» على الارض اعتادت ممارسة السلطة.. فكيف تسلمها؟ ولمن؟!.
في سوريا وضع جنيف واحد سيناريو لوقف اطلاق النار وتشكيل جسم حاكم جديد يخضع الجيش وهياكل الدولة له.
– جيد ولكن من يشرف على المرحلة الاولى؟
ولماذا لا يوجد لقوات الامم المتحدة دور في وقف اطلاق النار، وفي السيطرة على القوات المسلحة لتسهيل عمل الجسم الحاكم؟
ثم من يضع الدستور؟ ومن يتولى المجلس التأسيسي؟ وما هو دور الامم المتحدة فيه؟ ثم تأتي الانتخابات.. كلها الرئاسية والنيابية وغيرها فمن يضمن نزاهتها؟
وحين نتحدث عن سوريا فكيف نفك الدولتين من الدولة الثالثة الاسلامية؟ اين تركيا واين ايران واين اميركا واين روسيا؟!
اسئلة كثيرة جدا تواجه كل المشاهدين في التراجيديا العربية وكل الممثلين والمخرجين للمسرحية وارتباط المشاهد السورية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية بعضها ببعض.. فمن اين نبدأ؟!.