عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العرب في القرن 21

هناك تنبؤات استراتيجية بعيدة المدى حول المستقبل تستحق أن تؤخذ مأخذ الجد. وإذا صح أن القرن التاسع عشر كان قرناً بريطانياً ، والقرن العشرون قرناً أميركياً ، فهل يكون القرن الحادي والعشرون قرناً صينياً ام روسياً أم يبقى في ُعهدة أميركا؟.
في مطلع القرن العشرين تنبأ مفكر استراتيجي لا يحضرني اسمه بأن السيادة والزعامة والقيادة في القرن العشرين ستكون معقودة للقوى الصاعدة في ذلك الحين ، وهي ألمانيا وروسيا. ذلك لم يحدث ، ولكن العالم احتاج حربين عالميتين وحرباً باردة لكي يحول دون تحقيق هذه النبوءة.
القرن التاسع عشر كان قرناً بريطانياً بامتياز ليس فقط لأن الشمس لم تكن تغيب عن مستعمرات بريطانيا حول العالم ، بل لأن الانجليز اخترعوا الآلة البخارية وأطلقوا الثورة الصناعية الاولى.
القرن العشرون كان بدون خلاف قرناً أميركياً ، ليس فقط بسبب الانتصارات العسكرية الأميركية في الحروب العالمية الأولى والثانية والباردة ، بل لأن الشركات العملاقة الأميركية حققت الثورة الصناعية الثانية ، فهل يكون القرن الحادي والعشرون قرناً أميركياً أيضاً؟.
المؤشرات تقول خلاف ذلك ، وبالعودة إلى قائمة أكبر 500 شركة عالمية ، التي تصدرها مجلة (فورتشن) سنوياً ، يتضح أن عدد الشركات الأميركية الواردة في هذه القائمة انخفض خـلال 15 عاماً ، أي منذ بدء القرن الحادي والعشرين ، من 179 إلى 128 ، شركة في حين ارتفع عدد الشركات الصينية التي وردت في القائمة من 10 إلى 98 شركة ، فالاتجاه واضح والسؤال ما إذا كان هذا الاتجاه سيأخذ مجراه.
مؤسس مجلات فورتشن وتايم (هنري لوس) أطلق على القرن العشرين في عام 1941 اسم القرن الأميركي ، وتنبأ في ذلك الحين بأن زعامة القرن القادم ستعود إلى شرق آسيا بعد ماية عام ، أي في 2041. وتدل المؤشـرات الراهنة على أن ذلك يمكن أن يحصل فعلاً.
القيادة والريادة في القرن الحادي والعشرين ستكون لصناعة المعرفة التي تمثل الثورة الصناعية الثالثة وتتمحور حول الكمبيوتر وتطبيقاته غير المحدودة في جميع مجالات الحياة. والفائز هو القادر على التجديد والإبداع وتجاوز الواقع.
الأمة العربية ليست طرفاً في هذه المنافسة العالمية ، فقد تقرر منذ مدة طويلة إغلاق العقل العربي ، فقد كنا وما زلنا نعتمد النقل لا العقل ، ونجاهد بقوة ليس لإحداث التغيير وصنع المستقبل ، بل للعودة إلى الماضي.
مستقبل العالم أمامه ومستقبلنا خلفنا.الراي