زيارة صديق للأردن
يشعر الرئيس أوباما، في عمّان، انه بين أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم. فنحن، حتى الآن، نخلط حين نتحدث عن الولايات المتحدة بين التاريخ الامبريالي للقوة الكبرى، وبين يوميات العمل السياسي!!. ونخلط أكثر حين نستعمل لغة الحرب الباردة، في عدائنا للرأسمالية وانحيازنا للمعسكر الاشتراكي الذي لم يَعُد موجوداً!!.
في زيارة الرئيس أوباما للمنطقة لأول مرّة، في 4 حزيران 2009، وعد في جامعة القاهرة بـ«بداية جديدة». ولعل أحداً لا ينكر أن الاستماع إلى شاب إفريقي الأصل.. ابن كيني مسلم يثير في نفس العربي المهزوم أملاً بعلاقات جديدة مع الأميركيين تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة، وهذا ما لم يستطع الرئيس المتحمس أن يحققه لا في واشنطن، ولا في المنطقة. فكارثة اعتداءات 11 أيلول 2001 كانت أكبر من أي رئيس يريد أن يتجاوزها!!.
لقد نجح الملك عبدالله الثاني في إقامة علاقات استراتيجية بين قوتين دولية وإقليمية، مع الولايات المتحدة، ومع السعودية، وكان سهلاً أن تؤثر مثل هذه العلاقات المميزة على الأوروبيين، وتؤثر على دول الخليج العربي.
والذين يحبون الغوص في الأوهام «حللوا» قبل ايام زيارة اوباما للأردن، بانها تستهدف الضغط عليه للاسراع في عمليات الاصلاح السياسي والاقتصادي، والحقيقة ان الرجل يزور الأردن ليحمل اليه التقدير والاحترام، وليرسخ المزيد من علاقات الصداقة مع الأردن، فالاصلاح على طريقة الغائصين في الأوهام لم يكن إصلاحاً لا في مصر ولا في تونس ولا في ليبيا ولا في سوريا طبعا، وإنما كان فوضى ودمارا فقد غامر جورج بوش الابن في الحرب على العراق «لاقامة الديمقراطية» وكانت النتيجة كارثية على السياسة الاميركية وعلى العراق.
إن الأردن إذ يستقبل صديقا فانه يعرف طريقه دون نصائح ودون ضغوط ويسير في الاتجاه الذي سار فيه واحرز تقدير العالم من الأصدقاء والحذر من الذين يريدون به الضرّ.